للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فالجواب: أن قولهم: (الذي) فيه الألف واللام وليس (١) تعريف الاسم بهما، إنما تعريفه بغيرهما.

والدليل على ذلك: تعريف سائر الموصولات (٢) سوى الذي (٣) ولا ألف ولام فيها. فقد وجدت الألف واللام في هذا الاسم (٤) أيضا لغير التعريف (٥).

ويدل أيضا على أن التعريف في (الذي) ليس باللام، أنّ كثيراً من العرب قد يستعمل موضع (الذي): (ذو)، وهو عندهم معرفة.

أنشد أبو زيد لقيس بن جِرْوة (٦) جاهلي:

لئنْ لَم تُغَيِّرْ (٧) بَعْضَ مَا قَدْ صَنَعْتُمُ ... لَأَنْتَحِيَنْ (٨) للعَظْمِ ذُوأنا عارِقُه (٩)


(١) في (أ)، (ج): (ليس) بسقوط (الواو)، وثابتة في (ب)، و"الإغفال" ص ٢٥٦.
(٢) مثل (من) و (ما) و (أي)، انظر: "سر صناعة الإعراب" ١/ ٣٥٣.
(٣) والتي وبابهما مما فيه (الألف واللام).
(٤) قوله: (في هذا الاسم) أي: الآن كما في "الإغفال" ص ٢٥٧، واختصار الواحدي للكلام جعله محتملًا لأن يراد به (الذي).
(٥) انظر بقية كلام أبي علي في "الإغفال" ص ٢٥٧ - ٢٦٠.
(٦) هو قيس بن جروة الطائي، ويلقب بـ (عارق الطائي) شاعر جاهلي، انظر أخباره وترجمته في: "الحماسة"، "شرح المرزوقي" ٣/ ١٤٤٦، ١٤٦٦، "المزهر" ٢/ ٤٣٨، "الخزانة" ٧/ ٤٤٠.
(٧) في (ب): (يغير) وكذا يروى في بعض المصادر.
(٨) في (ب): (لا نتحن).
(٩) يروى البيت (فإن): بدل (لئن)، ومعنى (لا نتحين): لأقصدن ولأميلن. (عارقه): من عرق العظم، إذا نهشه بأسنانه. يقول: إن لم تغير ما صنعتم من الظلم، لأميلن إلى كسر العظم الذي أخذت ما عليه من اللحم، ورد في "نوادر أبي زيد" =

<<  <  ج: ص:  >  >>