للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ما فيه كما نقرئكه (١). ونحو هذا قال قتادة: يقول: فاتبع حلاله وحرامه (٢). وأجود من هذا أن يكون المعنى: فاتبع قرآنه، أي: اقرأه إذا فرغ جبريل من قراءته. وهذا أولى؛ لأنه أمر أن يدع القراءة (٣)، ويستمع من جبريل، حتى إذا فرغ جبريل قرأه، وليس هذا موضع الأمر باتباع ما فيه من الحلال والحرام.

وهذا معنى قول ابن عباس في رواية سعيد بن جبير قال: يقول: إنا أنزلناه فاتبع له، فكان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا نزل عليه جبريل بعد هذا أطرق، فإذا ذهب فرأه كما وعده الله (٤). وقال (٥) أيضًا: فاتبع قرآنه، واستمع له، وأنصت، قال: فإذا أتاه جبريل استمع، فإذا انطلق جبريل قرأه (٦). وعلى هذا أتبع قراءة (٧) جبريل بالاتباع (٨). وعلى القول الأول: أتبع قراءته بقراءتك.

وذكر أبو علي في "المسائل الحلبية" هذه الآية فقال: (قوله تعالى:


(١) "تفسير مقاتل" ٢١٨/ أ، وقد ورد بمعناه في "الوسيط" ع: ٣٩٣ من غير عزو.
(٢) "تفسير عبد الرزاق" ٢/ ٣٣٤، و"جامع البيان" ٢٩/ ١٩٠، و"المحرر الوجيز" ٥/ ٤٠٥، و"زاد المسير" ٨/ ١٣٧، و"الدر المنثور" ٨/ ٣٤٨ وعزاه إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.
(٣) بياض في (ع).
(٤) الأثر أخرجه البخاري ٣/ ٣١٨: ح: ٤٩٢٩ كتاب: التفسير باب ٧٥ سورة القيامة، ومسلم ١/ ٣٣٠: ح: ١٤٧ - ١٤٨: "كتاب الصلاة" باب الاستماع للقراءة، كما أخرجه أبو داود الطيالسي في "مسنده" ١٠/ ٣٤٢: ح ٢٦٢٨، والنسائي في "سننه" ٢/ ٤٨٧: ح: ٩٣٤: كتاب: الافتتاح باب: ٣٧ جامع ما جاء في القرآن.
(٥) أي ابن عباس.
(٦) سبق تخريجه.
(٧) في (أ): قرة.
(٨) قوله: جبريل بالاتباع: بياض في (ع).

<<  <  ج: ص:  >  >>