٣ - أنه يجوز أن يكون تأويل قوله: "بعد ذلك" بمعنى قبل، ويجري مجرى حروف الأضداد، وشاهده قوله: {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ} قال بعضهم: معناه: من قبل الذكر؛ لأن الذكر هو القرآن. ثم ينهي الواحدي القول في هذه المسألة بقول ابن عباس: أولاً هو خلق السماء قبل أن يخلق الأرض، ثم دحا الأرض بعد ما خلق السماء. ثم يقول ابن الأنباري: الذي أختاره هو: أن خلق الأرض قبل خلق السماء؛ لأن ظاهر القرآن عليه أدل عليه، والحجج له أوضح. ثم ذكر قول السدي في بيان كيف أنشأ السبع السموات -قال-: قال السدي: في قوله: "ثم استوى إلى السماء وهي دخان" قبل ذلك الدخان من نفس الماء حين تنفس، خلقها سماء واحدة، ثم فتقها، فجعلها سبعاً في يومين: في الخميس والجمعة. انظر: "الوسيط" ج ٤: ٢٣٨/ ب، ٢٣٩/ أ. (١) "مجاز القرآن" ٢/ ٢٨٥ بيسير من التصرف، ولم ينشد أبو عبيدة بيت الشعر الذي عزاه إليه الواحدي. (٢) في (أ): عمر. (٣) ورد البيت في "التفسير الكبير" ٣١/ ٤٨، "النكت والعيون" ٦/ ١٩٩، "الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ٢٠٧، "البحر المحيط" ٨/ ٤١٨، "روح المعاني" ٣٠/ ٣٢، وكلها -عدا "التفسير الكبير"- برواية: دَحاها فلما استوت شدَّها ... بأيد وأرسى عليها الجبالا