قال ابن عطية: والرسول الكريم في قول الجمهور المتأولين: جبريل عليه السلام: ٥/ ٤٤٤. وقال الفخر الرازي: المشهود أن المراد أن القرآن نزل به جبريل. "التفسير الكبير" ٣١/ ٧٣. وإلى هذا القول في التفسير ذهب الزجاج في "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٢٩٢، والسمرقندي في "بحر العلوم" ٣/ ٤٥٣، والثعلبي في "الكشف والبيان" ج ١٣: ٤٧/ أ. وبه قال ابن تيمية في "مجموع الفتاوى" ٥/ ٣٣. وهناك قول آخر بأن المراد بالرسول الكريم النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- قاله ابن عيسى. انظر: "النكت والعيون" ٦/ ٢١٨، "المحرر الوجيز" ٥/ ٤٤٤، ورجح ابن عطية الأول. قلت: حكايه الإجماع -كما أسلفنا ذكره- من قبل الإمام الواحدي لأنه لا يرى صحة القول الضعيف، ولا ينظر إليه، ولا يعتبره مخالفًا، بل لا وجود له، لذا يقرر الإجماع اعتمادًا على صحة القول، وشهرته، وكثرة قائليه، وعدم مخالفته اللغة، والله أعلم. فائدة: ظاهر هذه الآية يتوهم منه الجاهل أن القرآن كلام جبريل مع أن الآيات القرآنية مصرحة بكثرة بأنه كلام الله، كقوله: {فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ} [التوبة:٩]، والجواب واضح من نفس الآية، لأن الإيهام الحاصل من قوله: "إنه لقول" يدفعه ذكر الرسول؛ لأنه يدل على أن الكلام لغيره، لكنه أرسل تبليغه فمعنى قوله: "لقول رسول" أي تبليغه عمن أرسله من غير زيادة ولا نقص. قاله الإمام الشنقيطي: "أضواء البيان" ١٠/ ٣١٠. (١) يراجع في ذلك سورة الحاقة: آية: ٤٠