للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سنام البعير إذا انفرش في ظهره، وناقة دكاء إذا كانت كذلك، ومنه الدكان لاستوائه في الفرش، وكذلك الأرض إذا دكت استوت في الانفراش، فذهبت دورها، وقصورها، وسائر أبنيتها حتى تصير كالصخرة الملساء (١) (٢). وهذا معنى قول ابن عباس: تمد الأرض يوم القيامة مد الأديم (٣).

وقوله: {وَجَاءَ رَبُّكَ} معنى هذا (٤) كمعنى قوله: {إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ} [البقرة: ٢١٠] وقد مر (٥).


(١) في (أ): (الملساة).
(٢) "التفسير الكبير" ٣١/ ١٧٤.
والدك لغة قال الأزهري: الدك يطلق على الهدم، والدُّكك: الهضاب المفسخة، والدُّكك: النوق المنفضخة الأسمنة، والدك: كسر الحائط، والجبل، والدكاوات من الأرض الواحدة دكاء وهي رواب مشرفة من طين فيها شيء من غلط، "تهذيب اللغة" ٩/ ٤٣٦ - ٤٣٧، وانظر: "لسان العرب" ١٠/ ٤٢٤ وما بعدها وكلاهما تحت (دك).
وفي الغريب: الدَّك الأرض اللينة والسهلة، وقد دكه دكا ثم قال وأرض دكاء مسواة والجمع الدُّك، وناقة دكاء لاسنام لها تشبيهاً بالأرض الدكاء. "المفردات في غريب القرآن" ١٧١، انظر: "تحفة الأريب" ١٢٤.
(٣) "جامع البيان" ٣٠/ ١٨٥ من حديث طويل، "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٥٤.
(٤) في (أ): (هداك).
(٥) ومما جاء في تفسيرها: قال الواحدي في قوله: {إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ}. وجهان:
أحدهما: أن هذا من باب حذف المضاف: أن يأتيهم عذاب الله، أو أمر الله أو آيات الله فجعل الآيات والعذاب مجيئاً له تفخيماً لشأن العذاب وتعظيماً له.
والثاني: المعنى هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله بما وعدهم من العذاب والحساب فحذف ما يأتي به وتهويلاً عليهم إذ لو ذكر ما يأتي به كان أسهل عليهم في باب =

<<  <  ج: ص:  >  >>