وبلدة ليس بها أنيس ... إلا اليعافير وإلا العيس واستشهد ببيت النابغة عند تفسيره الآية ١٤ من سورة النساء، وآية ٩٨ من سورة يونس: "معاني القرآن" ١/ ٢٨٨، ٤٨٠ من مطلع قصيدة يقول فيها: يا دارَ مَيَّةَ بالعلياءِ فالسَّنَدِ ... أقوتْ وطالَ عليها سَالفُ الأبَدِ ثم يقول: وَقَفْتُ فيها أصَيْلانا أسائِلها ... عَيَّتْ جوابًا وما بالرَّبْع من أحَدِ إلا الأوَارِيّ لأيا ما أبينها ... والنُؤىُ كالحْوضِ بالمظلُومَة الجَلدِ "ديوانه" ص ٣٠، المؤسسة العربية. كما ورد في "الأصول في النحو" للسراج ١/ ٢٩٢. موضع الشاهد "الأواري" استثناه من "الناس" على البدل، وأصله من الاستثناء المنقطع، فأوجب نصبه على لغة الحجاز، وقد جمع فيها ثلاثة أحرف للنفي: إن، ولا، وما، ومعنى البيت: وصف أنه مَرَّ بالدار عشيًا قصيرًا، فوقف فيها وسألها عن أهلها، وأصيلان: تصغير أصيل، وهو بالعشي، وعيت جوابًا: أعيت بالجواب، فلم تجبني، والربع: منزل القوم، والأواري: محابس الخيل، والنؤْيُ: حاجز من تراب يوضع فوق الخباء لئلا يدخل السيل، والمظلومة: الأرض التي لم تمطر فجاءها السيل فملأها، والجَلَدٌ: الأرض الصلبة، واللأى البطء. "شرح أبيات معاني القرآن" ص ١١٧ ش ٢٤٥ - ٢٤٦. (٢) "معاني القرآن" ٣/ ٢٧٣ بتصرف. (٣) "معاني القرآن" ٣/ ٢٧٣ بتصرف.