للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

جرى الدَمَيَان بالخَبر اليقين (١)

وقال الليْث: الدم معروف، والقِطعة دَمَةٌ، وكان أصله دَمَيٌ؛ لأنك تقول: دَمِيَتْ يده (٢).

وقد أقرأني العروضي عن الأزهري، قال: أخبرني المنذري، عن أبي الهيثم، أنه قال: الدم اسم على حرفين. فقال بعضهم في تثنيته: الدَمَيَان، وقال بعضهم: الدَّمَان، ويقال في تصريفه: دَمِيَتْ يدي تَدْمَى دَمًى، فيظهرون في دَمِيَتْ وتَدْمَى الياء والألف اللذين لم يجدوهما في دم. قال: ومثله: يَدٌ، أصله: يَدَيٌ (٣). ومن قال بهذا القول قال: إنما حرّك الميم في قوله جرى الدمَيان؛ لإقامة الوزن، وقيل: بل وزنُه فَعَلٌ، فإنه كان (دَمَيٌ)؛ لأن الشاعر لما اضطر ردّه إلى أصل بنائه (٤). والأجود: ما حكاه الزجاج في أصل الدم. والدُّميَةُ من الدم، كأنها الحَيَوان ذُو الدم (٥).

فأما التفسير: فقال ابن عباس (٦) وقتادة (٧): معناه لا يسفك بعضكم


(١) البيت صدره: فلو أنا على حَجَر ذُبِحْنا .. وهو للمثقب العبدي في ملحق ديوانه ص ٢٨٣، ولعلي بن بدال في "أمالي الزجاجي" ص ٢٠. ينظر: "المعجم المفصل" ٨/ ٢٦٥.
(٢) نقله عنه في "تهذيب اللغة" ١٤/ ٢١٦، "اللسان" ٤/ ٢٦٨.
(٣) "تهذيب اللغة" ٢/ ١٢٣١، وينظر "اللسان" ٣/ ١٤٢٩.
(٤) ينظر: "اللسان" ٣/ ١٤٢٩.
(٥) المرجع السابق.
(٦) ذكره الثعلبي في "تفسيره" ١/ ١٠١٧، والواحدي في "الوسيط" ١/ ١٦٧.
(٧) أخرجه عن قتادة "الطبري" ١/ ٣٩٤ وينظر: "التفسير الصحيح" ١/ ١٨٩، وكذا رواه عن أبي العالية، وأخرجه عن أبي العالية ابن أبي حاتم ١/ ١٦٣، ذكر أنه مروي عن الحسن والسدي ومقاتل بن حيان، وينظر: "التفسير الصحيح" ١/ ١٨٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>