للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والنضير حلفاء الخزرج (١)، وكانوا يقتتلون، فتقاتل بنو قريظة مع الأوس، والنضير مع الخزرج، فإذا غلبوا خربوا ديارهم، وأخرجوهم منها، فإذا أُسر رجل من الفريقين كليهما جمعوا له حتى يفدوه، فتعيّرهم العرب بذلك، وتقول: كيف تقاتلونهم وتفادونهم؟ فيقولون: إنَّا أُمرنا أن نفادَيهم، وحُرّم علينا قتالهم، قالوا: فلم تقاتلونهم؟ (٢) قالوا: إنا نستحيي أن يُسْتَذَلّ (٣) حلفاؤنا، فذلك حِين عيّرهم الله تعالى فقال: {ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ} أي (٤): يا هؤلاء، فحذف حرف النداء (٥)، وقيل: معناه التوكيد لأنتم، و (تقتلون) في موضع الرفع بالخبر. وقال الزجاج: هؤلاء في معنى: الذين (وتقتلون) صلة لهؤلاء، كأنه قيل: أنتم الذين تقتلون أنفسكم، ولا موضع لتقتلون إذا كان صلة (٦)، ومثله: {وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى} [طه: ١٧] (٧) بمنزلة: وما التي بيمينك.


(١) هم الخزرج بن حارثة بطن من الأزد من القحطانية، كانوا يقطنون المدينة مع الأوس، وكانت العرب جميعًا في الجاهلية يسمون الأوس والخزرج جميعًا الخزرج، وكانوا هم والأوس يحجون ويقفون مع الناس. ينظر: "معجم قبائل العرب" ١/ ٣٤٢.
(٢) ساقطة من (أ) و (م).
(٣) في (م): (يذل).
(٤) رواه بمعناه الطبري في تفسيره ١/ ٣٩٦، ابن أبي حاتم في "تفسيره" ١/ ١٦٣، وذكره الثعلبي في "تفسيره" ١/ ١٠٢١، وابن الجوزي في "زاد المسير" ١/ ١١٠ وورد نحوه عن ابن عباس، أخرجه الطبري في تفسيره ٢/ ٣٠٥، ابن أبي حاتم في "تفسيره" ١/ ١٦٤.
(٥) "تفسير الثعلبي" ١/ ١٠١٧.
(٦) قوله: (ولا موضع لتقتلون إذا كان صلة) ليست عند الزجاج في "معاني القرآن".
(٧) "معاني القرآن" للزجاج ١/ ١٦٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>