للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقيل (١): لأن الغالب على جسمه الروحانية لرقته، وكذلك سائر الملائكة.

وقال آخرون: أراد: الروح القدس، أي: المقدس، فأضاف الاسْم إلى الصفة، وأراد به روح عيسى عليه السلام.

وسمى روحَه قُدُسًا؛ لأنه لم تتضمنه أصلاب الفحولة، ولم تشتمل عليه أرحام الطوامث (٢) (٣). وجاء في الخبر: أن الله تعالى لما أخذ الذرية في ظهر آدم (٤) وأشهدهم على أنفسهم ردها إليه إلا روح عيسى فإنه أمسكها عنده إلى وقت خلقه. وقرئ القُدس بالتخفيف والتثقيل (٥)، وهُما حسنان، مثل: العُنْقُ والعُنُق، والحُلْم والحُلُم، وبابه (٦). ومعناه: الطهارة.

قال العَجّاج:

قد عَلِمَ القُدُّوس رَبُّ القُدْس (٧).

وذكرنا ما فيه عند قوله {وَنُقَدِّسُ لَكَ} [البقرة: ٣٠].


(١) سقطت من (م).
(٢) في (م): (الطوارق).
(٣) "تفسير الثعلبي" ٢/ ١٠٢٥، "الكشاف" للزمخشري ١/ ٨٠، "تفسير ابن كثير" ١/ ١٣٢.
(٤) في (م): (لما أخذ من ظهر آدم الذرية).
(٥) قرأ ابن كثير في تفسيره (القُدْس) بإسكان الدال حيث جاء، والباقون بضمها. ينظر: "السبعة" ص ١٦٣، و"التيسير" ص ٦٤، و"النشر" ٢/ ٢١٦.
(٦) من كلام أبي علي في "الحجة" ٢/ ١٥٠.
(٧) وبعده:
إن أبا العباس أولى نفس ... بمعدن الملك القديم الكِرسِ
ذكره في: "اللسان" ٦/ ٣٥٥٠ (مادة: قدس)، وفيه: (مولى) بدل (رب).

<<  <  ج: ص:  >  >>