للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأنكر الفراء ذلك، وقال العماد: لا يكون مستأنفًا به (١) (٢).

وأما "أحد"، فقد تقدم الكلام في أصله وبيانه في سورة البقرة (٣).

قال أبو علي الفارسي: وهو اسم على ضربين أحدهما: أن يكون اسمًا نحو: أحد وعشرون، يريد به الواحد. والآخر أن يكون صفة، كبطلٍ، وحسن، وذلك نحو قول النابغة:

بذي الجليلِ على مُسْتَأنس وَحَدِ (٤)


(١) لا يكون مستانفًا به إلا إذا كان قبله إن أو بعض أخواتها أو كان أو الظن. "معاني القرآن" الفراء ٣/ ٢٩٩.
(٢) "معاني القرآن" المرجع السابق.
(٣) سورة البقرة: ١٦٣ قال تعالى: {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ}، ومما جاء في بيان أصله: قال: معنى الوحدة في اللغة هي الانفراد، يقال: وحد الشيء، وهو يحد حده، فهو واحد، وجمعه وحدان بالضم، والوَحْدان بالفتح بمعنى الواحِد؛ مثل قولهم: فَرْدان بمعنى الفرد، وحقيقة الواحد شيء لا يتبعض. ويقال أيضًا: وَحَد يوحُد وَحَادةً ووحَدً فهو وحيد. ويستعمل الواحد على الوجهين: أحدهما: على جهة الحكم والحقيقة، والثاني: على الوصف والمجاز .. فاما الواحد في صفة الله تعالى، فقال الأزهري له معنيان: أحدهما أنه واحد لا نظير له وليس كمثله شيء، والمعنى الثاني أنه إله واحد، ورب واحد ليس له في إلهيته وربوبيته شريك، لأن المشركين أشركوا معه آلهة فكذبهم الله تعالي فقال: "وإلهكم إله واحد".
(٤) وصدره:
كأن رحلي وقد زال النهار بنا
وقد ورد في: "ديوانه" ص ٣١، ط. المؤسسة العربية برواية: (يوم) بدلاً من (بذي)، و"تهذيب اللغة" ٥/ ١٩ (وحد)، و"لسان العرب" ٣/ ٤٥٠ (وحد)، و"الكشف والبيان" ١٣/ ١٨٩ أ، و"الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٤٤، و"الحجة" ٦/ ٤٥٨، و"تفسير أسماء الله الحسنى" للزجاج: تح الدقاق ص ٥٨، و"الأمالي" لابن الشجري ٢/ ٢٧١، معناه: زال النهار: انتصف. الجليل: وادٍ قرب مكة، المستأنس: الذي ينظر بعينه؛ لأنه أحس إنسيًا. وحد: منفرد. "ديوانه" ٣١.

<<  <  ج: ص:  >  >>