للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال الحسن (١) وقتادة (٢): هم مشركو العرب، وهذا أظهر الأقوال؛ لأنه يُشاكل ما طلبوا، حيث قالوا: {وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا} الآيات الأربع [الإسراء: ٩٠ - ٩٣]، ولأن أهل الكتاب أهل علم به، والله تعالى قال: {وَقَالَ اَلَّذِينَ لَا يَعلَمُونَ}.

وقوله تعالى: {لَوْلَا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ} قال أبو عبيدة (٣) والزجاج (٤): معنى لولا: هلّا، وأنشد أبو عبيدة:

تعدُّونَ عَقْرَ النِّيب أفضلَ مجدِكم ... بني ضَوْطَرَى، لولا الكَمِيَّ المُقَنَّعَا (٥)

أي: هلّا (٦)، وقال الخليل: (لولا) له معنيان: أحدهما: هلاّ،


(١) لم أره عن الحسن وقد نقله في "الوسيط" ١/ ١٩٧.
(٢) أخرجه الطبري في "تفسيره" ٢/ ٥٥١، وذكره ابن أبي حاتم ١/ ٢٥١، والثعلبي ١/ ١١٤٢.
(٣) ينظر: "مجاز القرآن" ١/ ٥٢.
(٤) ينظر: "معاني القرآن" ١/ ١٩٩.
(٥) البيت "لجرير" في ديوانه ص٢٦٥، "النقائض" ص ٨٣٣، "مجاز القرآن" ١/ ١٩٩، "تفسير الطبري" ١/ ٥١٣، "أمالي ابن الشجري" ٢/ ٢١٠. وقد عزاه هؤلاء الثلاثة لأشهب بن رُميلة. ورواية الديوان والنقائض: أفضل سعيكم. وقوله: عقر النيب: يقال عقر الناقة أو الفرس: أي ضرب قوائمها فقطعها، والنيب: جمع ناب، وهي الناقة المسنة، سميت بذلك لطول نابها، وقوله: بني ظوطري: يعني: يابني الحمقى، وقيل: إنه نبز لرجلٍ من بني مشجاع بن دارم. والكمي: الشجاع الذي لا يرهب، فلا يحيد عن قرنه، كان عليه سلاح أو لم يكن. وكان العرب يعقرون البعير قبل نحره لئلا يشرد، وكانوا يتكارمون بالمعاقرة، وهي أن يعقر هذا ناقة فيعقر الآخر، يتباريان في الجود حتى يغلب أحدهما. ينظر حاشية "تفسير الطبري" ١/ ٥١٣.
(٦) "مجاز القرآن" ١/ ٥٢ - ٥٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>