للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ} (١) [الرعد: ٤٠].

وقرأ نافعٌ وحدَه (ولا تَسْألْ) بفتح التاء وجزم اللام، وله وجهان: أحدهما: أن يكونَ هذا نهيًا للنبي - صلى الله عليه وسلم - على ما روي عن ابن عباس، أنه قال: سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جبريل عن قبر أبيه وقبرِ أمِّهِ، فدلَّه عليهما، فذهب إلى القبرين ودعا لهما، وتمنىَّ أن يعرف حالَ أبويه في الآخرة فنزلت قوله: {وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ} (٢).

وقال القرظي: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم: "ليت شعري ما فعل أبواي"، فأنزل الله هذه الآية، فما ذكرهما حتى توفاه الله (٣). قال ابن


(١) ينظر: "معاني القرآن" للزجاج ١/ ٢٠٠.
(٢) ذكره أبو علي الفارسي في "الحجة" ٢/ ٢١٦، وقال: وهذا إن ثبت معنى صحيح، ويذكر أن في إسناد الحديث شيئا وذكره الثعلبي في "تفسيره" ١/ ١١٤٤ والواحدي في "أسباب النزول" ص ٤٣ من طريق عطاء عن ابن عباس. وقال ابن حجر في "العجاب" ١/ ٣٦٩: وأما قول ابن عباس فنسبه الثعلبي في "تفسيره" لرواية عطاء عنه، وهي من تفسير عبد الغني بن سعيد الواهي، وقد أخرجه الطبري من مرسل محمد بن كعب القرظي، وعليه اقتصر الماوردي وابن ظفر وغيرهما، وأستبعد الرازي صحة هذا السبب، قال لأنه - صلى الله عليه وسلم - يعلم من مات كافرًا. انتهى. وفي سنده موسى بن عبيدة وهو ضعيف.
(٣) أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" ١/ ٥٩، الطبري ١/ ٥١٦ وأشار إلى ضعفه في ١/ ٥١٦، ابن أبي حاتم ١/ ٢١٧ من طريق موسى بن عبيدة الربذي عن محمد بن كعب، وذكره السيوطي في "الدر" ١/ ٢٠٩، وزاد نسبته إلى وكيع، وسفيان بن عيينه، وعبد بن حميد، وابن المنذر. قال السيوطي: هذا مرسل ضعيف الإسناد، وقال أحمد شاكر بعد أن أورده الطبري من طريقين عن موسى بن عبيدة: هما حديثان مرسلان، فإن محمد بن كعب بن سليم القرظي، تابعي، والمرسل لا تقوم به حجة، ثم هما إسنادان ضعيفان أيضًا بضعف راويهما موسى بن عبيدة بن نشيط الربذي ... وقد أخرجه الطبري أيضًا ٢/ ٥٥٩ عن داود بن أبي عاصم، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- =

<<  <  ج: ص:  >  >>