للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهذا أصح ما قيل في تفسير الكلمات، وعلى هذا أكثر أهل العلم (١).

وقال ابن عباس في رواية عطاء: أوحى الله إلى إبراهيم: يا خليلي، تطهّرْ، فتمضمض، فأوحى الله إليه أن تطهرْ، فاستنشقَ، فأوحى إليه أن تطهر، فاستاك، فأوحى إليه أن تطهر، فأخذ شاربه، فأوحى (٢) إليه أن تطهر، فَفَرَقَ شعره، فأوحى إليه أن تطهر، فاستنجى، فأوحى إليه أن تطهرَ، فحلق عانته، فأوحى إليه أن تطهر، فنتف إبطيه، فأوحى إليه أن تطهر، فقلم أظفاره، فأوحى إليه أن تطهر، فأقبل بوجهه على جسده ينظر ماذا يصنع فاختتن بعد عشرين ومائة سنة (٣).

وقال بعض المتأولين: المراد بالكلمات في هذه الآية: انقياده لأشياء امتحن بها، وأخذت عليه، منها: الكوكب والشمس والقمر والهجرة والختان وعزمه على ذبح ابنه (٤) (٥)، والمعنى: وإذ ابتلى إبراهيم ربه بإقامة


= ١/ ٣٥٩، والحاكم ٢/ ٢٦٦ وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. والبيهقي في "السنن الكبرى" ١/ ١٤٩، وذكره الثعلبي ١/ ١١٥٤، ولفظ الرُّفْغَين عند الفراء في "معاني القرآن" ١/ ٧٦ والرُّفْغ: كل موضع اجتمع فيه الوسخُ، والمراد به الإبط. ينظر: "المصباح المنير" ص ٢٣٣.
(١) "معاني القرآن" للزجاج ١/ ٢٠٤، وقال ابن أبي حاتم ١/ ٢١٩: روي عن أبي صالح وأبي الجلد ومجاهد وسعيد بن المسيب والنخعي والشعبي نحو ذلك.
(٢) في (ش): (فأوحى الله).
(٣) هو بمعنى ما سبق، ولكن فيه تفصيل.
(٤) أورد هذا المعنى عبد الرزاق في "تفسيره" ١/ ٧٥، الطبري في "تفسيره" ١/ ٥٢٧، وابن أبي حاتم ١/ ٢٢١ (١١٧٠)، وذكره الثعلبي في "تفسيره" ١/ ١١٥٥ كلهم عن الحسن.
(٥) ذكره الطبري في "تفسيره" ١/ ٥٢٧ - ٥٢٨ الأقوال في المسألة ثم بين أن الصواب:=

<<  <  ج: ص:  >  >>