للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حتى يجمعهما (١). سمعت الثعلبي -رحمه الله- يقول: سمعت البياري (٢) يقول: سمعت السِّيرافي (٣) يقول: سمعت ابن دُرَيدٍ يقول: كل كلمة وعظتك أو زجرتك أو دعتك إلى مكرمة أو نهتك عن قَبيحٍ فهي حكمة (٤).

ومنه قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ من الشعرِ حكمةً (٥) ".

وأصلها في اللغة: من المنع والرد (٦)، قال الأصمعي: أصل الحكومة: ردُّ الرجل عن الظلم، ومنه سميت حَكَمَةُ اللِّجَام؛ لأنها تَرُدُّ الدَّابَّة (٧)، وهذا يذكر في مواضع من هذا الكتاب.

وقوله تعالى: {وَيُزَكِّيهِمْ} أصل التزكية في اللغة: النسبة إلى الازدياد من الأفعال الحسنة التي ليست بمشوبة، والزكاة: الزيادة (٨)، وقد ذكرنا


(١) ذكره عنه الثعلبي ١/ ١١٨، وذكره البغوي ١/ ١٥٢ وأبو حيان في "البحر المحيط".
(٢) هو علي بن الحارث البياري الخراساني، من معادن العلم، أديب بارع شدت إليه الرحال صاحب كتاب "شرح الحماسة وصناعة الشعر" ينظر: "إنباه الرواة" ٢/ ٢٧٤، ٢٧٥، "دمية القصر" ص ٣٠٢.
(٣) هو العلامة إمام النحو أبو سعيد الحسن بن عبد الله بن المرزبان، "السيرافي"، صاحب التصانيف ونحوي بغداد، وهو من أعيان الحنفية، رأسًا في نحو البصريين، تصدر لإقراء القراءات واللغة والفقه والفرائض، وولي قضاء بغداد توفي سنة ٣٦٨ هـ ينظر: "السير" ١٦/ ٢٤٧ - ٢٤٨، "إنباه الرواة" ١/ ٤١٣، "تاريخ بغداد" ٧/ ٣٤١ - ٣٤٢.
(٤) هكذا بهذا الإسناد عند الثعلبي ١/ ١١٨٩ وزاد: فهي حكمة وحكم. وذكره ابن دريد في "الجمهرة" ١/ ٥٦٤، والواحدي في "الوسيط" ١/ ٢١٢، والسمعاني ٢/ ٦٠.
(٥) رواه البخاري (٦١٤٥) كتاب الأدب، باب: ما يجوز من الشعر والرجز والحداء وما يكره منه، من حديث أبي بن كعب.
(٦) ينظر: "تهذيب اللغة" ١/ ٨٨٦، "تفسير الثعلبي" ٨٤٣ و ١١٩٢.
(٧) نقله عنه في "تهذيب اللغة" ١/ ٨٨٦، "لسان العرب" ٢/ ٩٥٢.
(٨) "تفسير الطبري" ١/ ٥٥٨، "المحرر الوجيز" ١/ ٤٩٢، "تفسير القرطبي" ٢/ ١٢٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>