للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال ابن عباس: نزلت في: يهود المدينة، ونصارى نجران، قال كل واحد من الفريقين للمؤمنين: كونوا على ديننا فلا دين إلا ذلك (١).

وقوله تعالى: {بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ} بنصب (٢) {مِلَّةَ} بفعل مضمر، كأنه قال: قولوا بل نتبع ملة إبراهيم (٣). وقال بعض النحويين: هو عطف على المعنى؛ لأن قوله: {كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى} معناه: اتبعوا اليهودية والنصرانية، فقال الله: {مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ} أي: بل اتبعوا ملته (٤).

قال أبو اسحاق: ويجوز أن تنصب على معنى: بل نكون أهلَ ملةِ إبراهيم، ويحذف الأهل كقوله: {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ} (٥) [يوسف: ٨٢]، وإلى هذا القول أشار الفراء والكسائي.


(١) ذكره الثعلبي، والواحدي في "أسباب النزول" ص ٤١، والبغوي ١/ ١٥٥، وابن حجر في "العجاب" ١/ ٣٨١، عن ابن عباس وأخرج الطبري ١/ ٥٦٤، وابن أبي حاتم في "تفسيره" ١/ ٢٤١، عن ابن عباس، قال: قال عبد الله بن صوريا الأعور لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما الهدى إلا ما نحن عليه، فاتبعنا يا محمد تهتد، وقالت النصارى مثل ذلك، فأنزل الله عز وجل فيهم: {وَقَالُوا كُونُوا هُودًا}، وذكره السيوطي في "لباب النقول" ص ٢٦ وعزاه في "الدر" ١/ ٢٥٧، لابن إسحاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، وحسن إسناده الأستاذ عصام الحميدان في تحقيقه لـ"أسباب النزول" للواحدي ص ٤٤.
(٢) في (أ)، (م): (تنصب).
(٣) ينظر: "معاني القرآن" للفراء، "معاني القرآن" للزجاج، وقال بعده: ويجوز الرفع (بل ملةُ إبراهيم حنيفا) والأجود والأكثر النصب، ومجاز الرفع على معنى: قل: ملتنا وديننا ملة إبراهيم.
(٤) كذا في "معاني القرآن" للزجاج.
(٥) "معاني القرآن" للزجاج، وذكره بنحوه أبو حيان في "البحر المحيط" ١/ ٤٠٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>