للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الإخلاص، ما هو؟ قال: "سألت جبريل عن الإخلاص، ما هو؟ قال: سألت ربَّ العزة عن الإخلاص، ما هو؟ قال: سرٌ من سِرِّي، استودعتُه قلبَ مَنْ أحببتُ من عبادي" (١).

قال ابن الأنبارى: وفي الآية إضمار واختصار، أراد: ونحن له مخلصون، وأنتم غير مخلصين، فحذف اكتفاء بقوله: {وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ}.

قال: ومعنى الآية: أتحتجون علينا، وأنتم مشركون كافرون بالأنبياء، ونحن مخلصون له بالعبادة والتوحيد؟ ومَن هو على مثل سبيلكم، الواجبُ عليه أن يتشاغل بالفكر في عماه، وأن لا ينازع ويناظر من يعلم (٢) أنه أرشد منه وأهدى سبيلًا. وتلخيص الآية: لا حجة لكم علينا في دين ربنا؛ إذ كنا نخلص له (٣) ولا نعبد معه سواه، وأنتم تجعلون له الشركاء والأنداد (٤).


= أعلمه النبي - صلى الله عليه وسلم - بما كان وما يكون إلى أن تقوم الساعة، كما في "صحيح مسلم"، وأبوه صحابي أيضًا، توفي في أول خلافة علي سنة ٣٦ هـ ينظر: "تقريب التهذيب" ص ١٥٤ (١١٥٦)، "أسد الغابة" لابن الأثير ١/ ٤٦٨.
(١) رواه الثعلبي في "تفسيره" ١/ ١٢٢٥، وذكره الديلمي في "مسند الفردوس" ٣/ ١٨٧، عن علي وابن عباس مرفوعًا، وذكره القرطبي في "تفسيره" ٢/ ١٣٤، وأبو حيان في "البحر المحيط" ١/ ٤١٣، والآلوسي في "روح المعاني" ١/ ٣٩٩، والحديث في إسناده أحمد بن عطاء، وعبد الواحد بن زيد، وقال عنه الحافظ ابن حجر في "الفتح" ٤/ ١٠٩: حديث واهٍ جدًا وضعفه كذلك الدكتور خالد العنزي في تحقيق "تفسير الثعلبي" ١/ ١٢٢٧.
(٢) في (ش): (يعلم الله).
(٣) في (ش): (معه).
(٤) ينظر: "البحر المحيط" ١/ ٤١٣ - ٤١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>