للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التفسير" (١) ومع ذلك فقد ضعفوه، وقالوا: إنه يروي عن مجاهد وعن

الضحاك ولم يسمع منهما.

وقد كذبه غير واحد، ولم يوثقه أحد، واشتهر عنه التجسيم والتشبيه (٢)، وتكلم عنه السيوطي فقال: "إن الكلبي يفضل عليه، لما في مقاتل من المذاهب الرديئة" (٣). وقد سئل وكيع عن تفسير مقاتل؟ فقال: "لا تنظروا فيه فقال السائل: ما أصنع به؟ قال: ادفنه -يعني التفسير (٤) وقال أحمد بن حنبل: لا يعجبني أن أروي عن مقاتل بن سليمان شيئًا (٥). وبالجملة فإن من استحسن تفسير مقاتل كان يضعفه ويقول "ما أحسن تفسيره لو كان ثقة" (٦).

ولاعتماد المؤلف هذا الطريق تردد اسم مقاتل كثيرًا في البسيط مما يدل على أنه من مصادره الرئيسة التي أفاد منها، وأغلب نقولاته عنه كانت مع العزو؛ تارة بنصه وتارة بالمعنى والتصرف في العبارة، ويبدو أن الواحدي نقل عن مقاتل بواسطة شيخه الثعلبي؛ تبيَّن ذلك بأمرين:

١ - اختلاف عبارة الواحدي المنسوبة لمقاتل عن تفسير مقاتل وتطابقها مع عبارة الثعلبي.

٢ - عدم وجود القول أحيانًا في تفسير مقاتل ووروده بنصه في تفسير


(١) "وفيات الأعيان" ٢/ ٧٦٧.
(٢) "إيثار الحق" ص ١٥٩.
(٣) "الإتقان" ٣/ ١٨٩.
(٤) "تهذيب الأسماء واللغات" ٢/ ١١١.
(٥) المصدر السابق.
(٦) "التفسير معالم حياته - منهجه اليوم" ص ٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>