للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الجمع؛ لأن كل واحد من هذه الرياح مثل الأخرى في دلالتها على الوحدانية، وتسخيرها؛ لينتفع الناس بها بتصريفها، وإذا كان كذلك فالوجه أن تجمع؛ لمساواة كل واحدة منها الأخرى. وأما من وحّد فإنه يريد الجنس، كما قالوا (١): أهلك (٢) الناس الدينار والدرهم، وإذا أريد بالريح الجنس كانت قراءة من وحّد كقراءة من جمع.

فأما ما روي في الحديث من أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا هبت ريح قال: "اللهم اجعلها رياحًا ولا تجعلها ريحاً" (٣).

فمما (٤) يدل على أن مواضع الرحمة بالجمع أولى قوله (٥): {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ} [الروم: ٤٦]، وإنما تبشر بالرحمة، ويشبه أن يكون النبي - صلى الله عليه وسلم - قصد هذا الموضع من التنزيل. ومواضع الإفراد من


= "النشر" ٢/ ٢٢٣، "الحجة" ٢/ ٢٤٨ - ٢٥١، وقد ذكروا المواضع التي اختلفت فيها القراء في القرآن كله.
(١) في (م): (يقال).
(٢) في (م): (هلك).
(٣) أخرجه الشافعي في الأم ١/ ٢٥٣ باب القول في الإنصات عند رؤية السحاب، وفي "المسند" ١/ ١٧٥ برقم ٥٠٢، باب في الدعاء من طريق العلاء بن راشد عن عكرمة عن ابن عباس، ومن طريق الشافعي أخرجه البيهقي في "معرفة السنن والآثار" ٥/ ١٨٩، وأخرجه أبو الشيخ في "العظمة" ٤/ ١٣٥٢ من طريق العلاء بن راشد، وهو ضعيف، وأخرجه أبو يعلى في "مسنده" ٤/ ٣٤١، والطبراني في "الكبير" ١١/ ٢١٣ من طريق الحسين بن قيس، وهو متروك. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" ١٠/ ١٣٥: رواه الطبراني وفيه: حسين بن قيس، الملقب بحنش، وهو متروك، وقد وثقه حصين بن نمير، وبقية رجاله رجال الصحيح.
(٤) في (م): (رايدًا).
(٥) في كتاب "الحجة" ٢/ ٢٥٧: ومواضع العذاب بالإفراد، ويقوي ذلك قوله تعالى.

<<  <  ج: ص:  >  >>