للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقيل: فداء الأسارى، وعتق النسمة، وفك الرقبة (١)، والرقاب: جمع الرقبة، وهو مُؤَخَّر أصل العنق، واشتقاقها: من المراقبة، وذلك أن مكانها من البدن مكان الرقيب المشرف على القوم؛ ولهذا المعنى يقال: أعتق الله رقبته، ولا يقال: أعتق الله عُنَقَه، لأنها لما سميت رقبةً كانت كأنها تراقب العذاب، ومن هذا يقال للتي لا يعيش لها ولد: رَقُوب؛ لأجل مراعاتها موتَ ولدِها (٢).

وقوله تعالى: {وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا} قال المفسرون: أراد: فيما بينهم وبين الله، وبينهم وبين الناس، إذا وعدوا أنجزوا، وإذا حَلَفُوا ونَذَروا وَفَّوا، وإذا قالوا صدقوا، وإذا ائتمنوا أدَّوا (٣).

ارتفع قوله: {وَالْمُوفُونَ} بالعطف على محل (مَنْ) في قوله: {مَنْ


= والحسن وابن زيد والشافعي، ورواه ابن أبي حاتم في "تفسيره" ١/ ٢٩٠ عن سعيد ابن جبير ومقاتل بن حيان والحسن والزهري، وينظر: "تفسير الطبري" ٢/ ٩٨، وقد حكى الواحدي في "الوسيط" أن جميع المفسرين قالوا: يريد به المكاتبين، والمفسرون ذكروا الخلاف على أربعة أقوال: المكاتبون، وأنهم عبيد يشترون بهذا السهم ويعتقون، وفداء الأسرى، وجميع هؤلاء، وهذا قول ابن عطية وابن العربي في "أحكام القرآن" ١/ ٦٠، واستظهره أبو حيان في "البحر" ٢/ ٦. ينظر: "الإجماع في التفسير" ص ١٩٥.
(١) ينظر: "تفسير الثعلبي" ١/ ١٢٤٩، "المحرر الوجيز" ٢/ ٨١، "الكشاف" ١/ ١٠٩، وقال في "زاد المسير" ١/ ١٧٩: رواه مجاهد عن ابن عباس، وبه قال مالك بن أنس وأبو عبيد وأبو ثور، وعنه كالقولين.
(٢) ينظر في الرقاب: "المفردات" ص ٢٠٦، "اللسان" ٣/ ١٧٠١ (رقب)، والكلام بنصه عند الرازي في "تفسيره" ٥/ ٤٢.
(٣) "تفسير الثعلبي" ٢/ ١٦٦، وينظر: "تفسير الرازي" ٥/ ٤٣، "تفسير القرطبي" ٢/ ٢٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>