للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وعطية (١): الجنف: الخطأ، والإثم: العمد.

فمن قال: (خاف) معناه: خشي قال: تأويل الآية: من حَضَر مَرِيضًا وهو يُوصي، فخاف أن يخطئ في وصيته فيفعل ما ليس له، أو يتعمد جورًا فيها فيأمر بما ليس له، فلا حَرَجَ عليه أن يُصلح بينه وبين ورثته، بأن يأمره بالعدل وهذا قول مجاهد (٢).

ومن قال خاف: معناه علم، قال: الميت إذا أخطأ في وصيته، أو حاف فيها متعمدًا، فلا حَرَجَ على من علم ذلك أن يُغَيِّرَه، ويصلح بعد موتِه بين ورثته وبين المُوصَى لهم، من وليّ أو وصيّ أو والي أمر المسلمين، ويردَّ الوصيَة إلى العدل. وهذا معنى قول ابن عباس (٣) وقتادة (٤) والربيع (٥).

وقوله تعالى: {فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ} يريد: بين الورثة والمختلفين في الوصية، وهم المُوصَى لهم. وسياق الآية وذكر الوصية يدل عليهم، فكنى عنهم (٦).

وقال الكسائي والفراء (٧): قوله: (أصلح) يدل على أن الصلح يكون


(١) رواه عنه الطبري ٢/ ١٢٧.
(٢) "تفسير مجاهد" ١/ ٩٦، وينظر: "تفسير الطبري" ٢/ ١٢٣، وعزاه في "الدر" ١/ ٣٢٠ إلى عبد بن حميد، وهذا اختيار الطبري.
(٣) رواه عنه الطبري ٢/ ١٢٤، وابن أبي حاتم ١/ ٣٠٣، وروي عن أبي العالية وطاوس والحسن وإبراهيم وسعيد بن جبير وقتادة والربيع بن أنس ومقاتل نحو ذلك.
(٤) رواه عنه عبد الرزاق في "تفسيره" ١/ ٦٩، والطبري ٢/ ١٢٤، والجصاص في "أحكام القرآن" ١/ ١٧١.
(٥) رواه عنه الطبري في "تفسيره" ٢/ ١٢٤، وذكره ابن أبي حاتم ١/ ٣٠٣.
(٦) "معاني القرآن" للزجاج ١/ ٢٥١، "تفسير الثعلبي" ٢/ ٢١٦، "التفسير الكبير" ٥/ ٦٧، "البحر المحيط" ١/ ٢٤.
(٧) "معاني القرآن" للفراء ١/ ١١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>