للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

العلماء (١)، قالوا: كان في ابتداء إيجاب الصوم من شاء صام ومن شاء أفطر وافتدى بالطعام، ثم نسخ الله سبحانه ذلك بقوله: {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ}.

وقوله تعالى: {فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ} قال ابن عباس: زاد في الصدقة، يعنى: على المُدِّ الوَاحِدِ (٢)؛ لأنه كان يجب مدٌّ واحدٌ على من أطاق الصومَ فَأَفْطَر قبل النسخ، في قول أهل الحجاز وأكثر العلماء (٣).

وقال مجاهد (٤) والسُدّى (٥): يطعم مسكينين، وفي هذا القول أيضًا زيادة الصدقة؛ لأنه إذا زاد مسكينا يجب أن يزيد في الصدقة حتى يكون متطوعًا. وقال ابن شهاب: يريد: من صام الفِدْية فهو خيرٌ له (٦) (٧).


(١) ينظر: "تفسير الطبري" ٢/ ١٣٣ - ١٣٦، "تفسير الثعلبي" ٢/ ٢٥٢، "أحكام القرآن" لابن العربي ١/ ٧٩، "المحرر الوجيز" ٢/ ١٠٧، "الناسخ والمنسوخ" لهبة الله بن سلامة ص ٤٣، "البحر المحيط" ٢/ ٣٦ - ٣٧.
(٢) رواه عنه الطبري ٢/ ١٤٢، ورواه ابن جريج وخصيف بن عبد الرحمن عن مجاهد، كما في "تفسير الطبري" ٢/ ١٤٢، "تفسير الثوري" ٥٦، و"تفسير ابن أبي حاتم" ١/ ٣٠٩.
(٣) ينظر: "المغني" ٤/ ٣٩٥، و"تفسير البغوي" ١/ ١٩٧.
(٤) رواه عن مجاهد ابن جريج كما في "تفسير الطبري" ٢/ ١٤٢، وأشار إليها عبد الرزاق في "المصنف" ٤/ ٢٢٣، ورواها عنه خصيف بن عبد الرحمن كما في "تفسير الثوري" ص ٥٦، و"تفسير ابن أبي حاتم" ١/ ٣٠٩.
(٥) رواه عنه الطبري في "تفسيره" ٢/ ١٤٣، وابن أبي حاتم في "تفسيره" ١/ ٣٠٩.
(٦) رواه عنه أبو عبيد في "الناسخ والمنسوخ" ص ٤٥، و"تفسير الطبري" ٢/ ١٤٣، و"تفسير ابن أبي حاتم" ١/ ٣٠٩.
(٧) قال الطبري ٣/ ٤٤٣: والصواب من القول في ذلك عندنا: أن الله -تعالى ذكره- =

<<  <  ج: ص:  >  >>