للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والمطر: ما كان في آخرِ القَيْظ وأول الخريف، سمّي رمَضيًا لأنه يُدرِك سخونةَ الشمس وحَرَّها، فسمي هذا الشهر رمضان؛ لأنه يغسل (١) الأبدان من الآثام (٢).

وقيل: هو من قولهم: رمَضتُ النصْلَ أرمِضُه رَمْضًا: إذا دقَقْتَه بين حجرين ليرقَّ، ونصل رَميض ومَرْمُوض، فسمي هذا الشهر رمضان لأنهم كانوا يرمُضُون فيه أسلحتهم، ليقضوا منها أوطارهم في شوالٍ قبل دخول الأشهر الحرم، وهذا القول يُحْكَى عن الأزهري (٣)، وعلى القولين الأولين يجب أن يكون هذا الاسم إسلاميًا، وقبل الإسلام لا يكون له هذا الاسم، وعلى ما حكاه الأزهري، الاسم جاهلي (٤).

وروي مرفوعًا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال ذات يوم لأصحابه: "أتدرون لم سمي شعبان؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: "لأنه يشعب (٥) فيه خير كثير لرمضان"، أتدرون لم سُمي رمضان؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: "لأنه يرمض الذنوب" (٦). والإرماض: الإحراق.


(١) في (م): زيادة (لأنَّ وجوب صومه يغسل).
(٢) ذكره عنه الثعلبي في "تفسيره" ٢/ ٢٦٩، وعزاه الأزهري في "تهذيب اللغة" ٢/ ١٤٦٩ (رمض) إلى أبي عمرو.
(٣) لم يذكره في "تهذيب اللغة" ٢/ ١٤٦٨، وذكره أبو حيان في "البحر المحيط" ٢/ ٢٦، ولم ينسبه لأحد.
(٤) ينظر في رمضان: "تفسير الطبري" ٢/ ١٤٤، "تهذيب اللغة" ٢/ ١٤٦٨ - ١٤٦٩، "المفردات" ص٢٠٩، "اللسان" ٣/ ١٧٣٠، "البحر المحيط" ٢/ ٢٦ (رمض).
(٥) سقطت من (ش).
(٦) أخرجه ابن الشجري في "أماليه" ٢/ ١٠٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>