للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بيت العزة في سماء الدنيا، ثم نزل به جبريل على محمد - صلى الله عليه وسلم - نجومًا (١) عشرين سنة (٢).

وقال سفيان بن عيينة: {أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ} معناه: أنزل في فضله القرآن. وهذا اختيار الحسين بن الفضل، قال: ومثله: أن تقول: أنزل في الصديق كذا آية، تريد في فضله (٣).

وقال ابن الأنبارى: أنزل في فرضه وإيجاب صومه على الخلق القرآن. كما تقول: أنزل الله في الزكاة كذا وكذا تريد في فرضها، وأنزل في الخمر كذا تريد في تحريمها (٤). فأما (٥) القرآن فهو اسم لكلام الله تعالى


(١) سقطت من (ش).
(٢) رواه أبو عبيد في "فضائل القرآن" ٣٦٧، والنسائي في "تفسيره" ٢/ ١٣١، والحاكم ٢/ ٢٤٢، وصححه، والبيهقي في "دلائل النبوة" ٧/ ١٣١، والطبري ٢/ ١٤٤ - ١٤٥، وابن الضريس في "فضائل القرآن" ص ١٢٥، والطبراني في "الكبير" ١١/ ٣٠٥، والثعلبي في "تفسيره" ٢/ ٢٦٩، وصحح إسناده الحافظ في "الفتح" ٩/ ٤.
قال القرطبي: "ولا خلاف أن القرآن أنزل من اللوح المحفوظ ليلة القدر جملة واحدة، فوضع في بيت العزة في سماء الدنيا ثم ذكر قول مقاتل: أنزل من اللوح المحفوظ كل عام ليلة القدر إلى سماء الدنيا قلت: وقول مقاتل هذا خلاف ما نقل من الإجماع" انتهى كلامه.
(٣) ذكره الرازي عن سفيان ٥/ ٨٥، "البحر المحيط" ٢/ ٣٩.
(٤) نسب ابن الجوزي هذا القول في "زاد المسير" ١/ ١٨٥، وأبو حيان في "البحر المحيط" ٢/ ٣٩ إلى مجاهد والضحاك، وذكر ابن الجوزي قولًا ثالثًا نسبه إلى ابن إسحاق وأبي سليمان الدمشقي، وهو أن القرآن ابتدئ بنزوله فيه على النبي - صلى الله عليه وسلم -.
(٥) في (م): (وأما).

<<  <  ج: ص:  >  >>