للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله: {عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ} أي: تخونونها بالمعصية، قال ابن عباس: يريد فيما ائتمنتكم عليه (١)، وخيانتهم: أنهم كانوا يباشرون ليالي الصيام (٢).

وقوله تعالى: {فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ} يريد: عمر وأصحابه، وذلك أنه واقع أهله بعد ما صلى العشاء الآخرة، فلما اغتسل أخذ يبكي، فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - وطلب الرخصة، واعترف رجال بمثل ما صنع عمر فنزلت هذه الآية فيه وفي أصحابه (٣).

وقوله تعالى: {فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ} أمر إباحة (٤)، والمباشرة: المجامعة؛ لتلاصق البشرتين وانضمامهما (٥).

وقوله تعالى: {وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ} أكثر المفسرين على أن المراد بهذا: الولد، أي: اطلبوا بالمباشرة ما قضى الله لكم من الولد (٦).


(١) هذا من رواية عطاء، وقد تقدم الحديث عنها.
(٢) ينظر أسباب النزول فيما تقدم.
(٣) تنظر الروايات في ذلك عند الطبري ٢/ ١٦٣ - ١٦٧، وابن أبي حاتم ١/ ٣١٦، والثعلبي ٢/ ٣٤٦.
(٤) "تفسير الثعلبي" ٢/ ٣٥٦.
(٥) "تفسير الطبري" ٢/ ١٦٨، وابن أبي حاتم ١/ ٣١٧، "الثعلبي" ٢/ ٣٥٤، "البغوي" ١/ ٢٠٧، "التفسير الكبير" ٥/ ١٠٨.
(٦) ذكر الآثار في ذلك: الطبري ٢/ ١٦٩ - ١٧٠، وابن أبي حاتم ١/ ٣١٧ عن أنس وابن عباس ومجاهد وعكرمة والحسن والسدي والربيع وابن زيد والضحاك بن مزاحم وشريح وعطاء وسعيد بن جبير والحكم بن عتيبة وزيد بن أسلم ومقاتل بن حيان. وينظر: "تفسير الثعلبي" ٢/ ٣٥٥، "تفسير البغوي" ١/ ٢٠٧، "الدر المنثور" ١/ ٣٥٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>