للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أي: امنعها. وحَدُّ الدار: ما يمنع غيرها أن يدخلَ فيها، وحدودُ الله: ما منع الله من مخالفتها (١).

قال الأزهري: حدود الله على ضربين.

ضرب منها: ما حُدَّ للناسِ في مطاعمهم ومشاربهم ومناكحهم وغيرها مما أحل وحرم، وأمر بالانتهاء إليها (٢)، ونهى عن تعدّيها.

والضرب الثاني: عقوبات جعلت لمن تعداها (٣) كحد السارق وحد الزاني وحد القاذف، سميت حدودًا؛ لأنها تحدُّ، أي: تمنع من ارتكاب المعاصي التي جعلت عقوباتٍ فيها، وسميت الأولى حدودًا؛ لأنها نهايات أمر الله لا تُتَعَدَّى (٤).

وعلى ما ذكر الأزهري، وهو حسن صحيح، الضرب الأول سمي حدودًا؛ لأنها ممنوعة لا تؤتى، كالأكل بعد الفجر في الصوم، والضرب الثاني: مانعٌ، والمصدر يطلق على المفعول والفاعل كثيرًا، كقولهم: نسجُ اليمن، وضربُ الأمير، وقوله عز وجل: {إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا} [تبارك: ٣٠].

ويؤكد ما ذكرنا من المعنى في الحدود قوله تعالى: {فَلَا تَقْرَبُوهَا} أي: لا تأتوها فبيّن أنها ممنوعة (٥).


= (حدد)، "تفسير الثعلبي" ٢/ ٣٨٠، وروايته (المليك) بدل (الإله). والفند: الخطأ في الرأي والقول.
(١) ينظر: "تفسير الطبري" ٣/ ٥٤٦، "معاني القرآن" للزجاج ١/ ٣٥٧، ٣٠٨، "تفسير الثعلبي" ٢/ ٣٧٩، "تهذيب اللغة" ١/ ٧٥٩ (حدد).
(٢) عبارة الأزهري في "تهذيب اللغة" وأمر بالانتهاء عما نهي عنه منها.
(٣) عبارة الأزهري في "تهذيب اللغة" عقوبات جعلت لم ركب ما نهي عنه.
(٤) من "تهذيب اللغة" ١/ ٧٥٩ (حدد) بتصرف.
(٥) ينظر: "تفسير الطبري" ٢/ ١٨٢، "التفسير الكبير" ٥/ ١١٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>