للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الحبس أقوى من أُحْصِر (١).

وقال الأزهري: الرواية عن ابن عباس صحيحة أنه قال: لا حصر (٢) إلا حصر العدو (٣)، فَجَعْلُه بغير ألف جائزٌ، بمعنى قول الله تعالى: {فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ} (٤).

وقال الفراء: يقال للذي يمنعه خوف أو مرض: أُحْصِر، ولمن حُبِسَ قَهْرًا: حُصر، فإن نويت بقهر السلطان أنها عِلَّةٌ مانعةٌ ولم يذهب إلى فعل الفاعل جاز فيه أحصر، وإن نويت في العلة (٥) أنها حبسته جاز حُصِر (٦).

هذا كلام أهل اللغة في الحصر والإحصار، وأصل الباب: الحَبْس، ومنه يقال للذي لا يبوح بسرِّه: حَصِرَة لأنه حبس نفسه عن البَوْح (٧) قال


(١) بمعناه عند الثعلبي في "تفسيره" ٢/ ٤٩٥، ونقله في "البحر المحيط" بنحوه ٢/ ٧٣، "الدر المصون" ٢/ ٣١٤.
(٢) سقطت من (ش).
(٣) رواه الشافعي في "الأم" ٢/ ١٧٨، والطبري في "تفسيره" ٢/ ٢١٤، وابن أبي حاتم في "تفسيره" ١/ ٣٣٦، والبيهقي في "تفسيره" ٥/ ٢١٩، وصحح إسناده الحافظ في "تلخيص الحبير" ٢/ ٢٨٨.
(٤) "تهذيب اللغة" ٢/ ٨٣٨، قال القشيري أبو نصر: وادعت الشافعية: أن الإحصار يستعمل في العدو، فأما العدو فيستعمل فيه الحصر، والصحيح أنهما يستعملان فيهما، نقله القرطبي في "تفسيره" ٢/ ٣٤٨ - ٣٤٩، وقال أبو حيان في: "البحر المحيط" ٢/ ٧٣: وثبت بنقل من نقل من أهل اللغة أن الإحصار والحصر سواء، وأنهما يقالان في المنع بالعدو وبالمرض وبغير ذلك من الموانع، فتحمل الآية على ذلك، ويكون سبب النزول ورد على أحد مطلقات الإحصار، وليس في الآية تقيد، وبهذا قال قتادة والحسن وعطاء والنخعي ومجاهد وأبو حنيفة.
(٥) في (ش) اللغة.
(٦) "معاني القرآن" للفراء ١/ ١١٨ بمعناه.
(٧) ينظر: "تهذيب اللغة" ٢/ ٨٣٨ حصر.

<<  <  ج: ص:  >  >>