للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والآخر: إذا لم يَقْدِر عليه حَلَّ، وأتى به إذا قَدَرَ عَليه (١).

وأما المحصر بالمرض، فإنه يصير على إحرامه ولا يتحلل، وله أن يتداوى بما لابد منه ويفتدي، ويأتي في هذه الآية ذكره (٢).

وفي الآية إضمار، تقديره: فإن أحصرتم دون تمام الحج والعمرة، وجاز الحذف لأن ما تقدم يدل عليه (٣).

قوله تعالى: {فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ} محل "ما" رفع. المعنى: فواجبٌ عليكم ما استيسر (٤).

قال الفراء: ولو نصبتَ على معنى: اهْدُوا ما استيسر، كان صوابًا، وأكثر ما جاء في القرآن من أشباهه مرفوع (٥).


(١) "مختصر المزني" الملحق بكتاب "الأم" للشافعي ٨/ ١٦٩، "تفسير الثعلبي" ٢/ ٤٩٦، والنقل عنه. وينظر: "أحكام القرآن" لابن العربي ١/ ١٢٢، "تفسير القرطبي" ٣/ ٣٥٣ - ٣٥٥، ويرى أبو حنيفة أن عليه القضاء، وهو اختيار الطبري في "تفسيره" ٢/ ٢٢٦، واحتجوا بأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قضى عمرة الحديبية في العام الآخر، وأجيبوا بأنه إنما قضاها لأن الصلح وقع على ذلك إرغاما للمشركين، وإتماما للرؤيا، وتحقيقا للموعد، وهي في ابتداء عمرة أخرى، وسميت عمرة القضية من المقاضاة لا من القضاء.
(٢) من "تفسير الثعلبي" ٢/ ٤٩٧، وينظر: "أحكام القرآن" لابن العربي ١/ ١٢١، "تفسير القرطبي" ٢/ ٣٥١، وقد رد الإمام الطبري هذا القول في "تفسيره" ٢/ ٢٢٧، وناقش القائلين به، وبين عدم الفرق بين الإحصار بالعدو وبالمرض لعدم الفارق بين المعنيين بكلام نفيس.
(٣) ينظر: "تفسير الطبري" ٢/ ٢١٥.
(٤) "معاني القرآن" للزجاج ١/ ٢٦٧، "تفسير الطبري" ٢/ ٢١٩، "تفسير الثعلبي" ٢/ ٤٩٨، "تفسير القرطبي" ٢/ ٣٥٥، "التبيان" ١٢٢، وقال مكي في "مشكل إعراب القرآن" ١/ ١٢٣: (ما) في موضع رفع بالابتداء، أي: فعليه ما استيسر.
(٥) "معاني القرآن" للفراء بمعناه ١/ ١١٨، وينظر: "تفسير الثعلبي" ٢/ ٤٩٨، "مشكل =

<<  <  ج: ص:  >  >>