للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

من ذي الحجة فقد أدركَ الحج (١)، وقد ورد في الخبر اللفظان جميعًا في تفسير الأشهر (٢).

وإنما قال: أشهر، لشهرين وبعض الثالث؛ لأن الاثنين قد يوقع عليها (٣) لفظ الجمع، وذلك أن التثنية أولُ الجَمْع (٤)، الدليل عليه قوله تعالى: {أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ} [النور: ٢٦]. وإنما يريد عائشةَ وصَفْوان، وكذلك قوله: {وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ} [الأنبياء: ٧٨]، يريد: داودَ وسليمانَ، وقال: {فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} [التحريم: ٤].

وقال الشاعر:


(١) وهذا قول ابن عباس وابن الزبير وابن سيرين ومجاهد والحسن وعطاء والشعبي وطاوس والنخعي وقتادة ومكحول والسدي والضحاك وأبو حنيفة والشافعي، وابن حبيب عن مالك، وروي عن ابن مسعود وابن عمر، وهو اختيار الطبري. ينظر: "تفسير الطبري" ٢/ ٢٥٧ - ٢٦٠، "تفسير البغوي" ١/ ٢٢٥، "البحر المحيط" ٢/ ٨٥.
(٢) أما لفظ عشر من ذي الحجة، فقد ورد عن جماعة من الصحابة: عبد الله بن مسعود وابن عمر وابن عباس وابن الزبير -رضي الله عنه- وجماعة من التابعين. ينظر: "سنن سعيد بن منصور" ٣/ ٧٨٣ - ٧٩١، "المصنف" لابن أبي شيبة، (القسم الأول من الجزء الرابع ص ٢١٨)، "تفسير الطبري" ٢/ ٢٥٧، "سنن الدارقطني" ٢/ ٢٢٦، "تفسير الثعلبي" ٢/ ٥١٦. وأما لفظ تسع، فلم أعثر عليه في شيء من الأحاديث والآثار، لكن ذكرها المفسرون والفقهاء في معرض الخلاف في أشهر الحج، وذكرها الشافعي في "أحكام القرآن" له ص ١٢٧، وفي "المجموع" ٧/ ١٤٣، والمؤلف رحمه الله تابع الثعلبي على هذا. ينظر: "تفسير الثعلبي" ٢/ ٥١٦.
(٣) في (ش) (عليه).
(٤) ينظر: "تفسير الثعلبي" ٢/ ٥١٨، "تفسير البغوي" ١/ ٢٢٥، "تفسير القرطبي" ٢/ ٣٨٢، "المدخل لعلم تفسير كتاب الله" للحدادي ص ٢٨٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>