للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عن ابن عباس (١): لما دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة اشتد الضر عليهم؛ لأنهم خرجوا بلا مال، وتركوا ديارهم وأموالهم بأيدي المشركين، وأظهرت اليهود العداوة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأنزل الله عز وجل تطييبًا لقلوبهم {أَمْ حَسِبْتُمْ} الآية (٢)، وقال قتادة (٣) والسدي (٤): نزلت في غزوة الخندق، حين أصاب المسلمين ما أصابهم من الجهد وشدة الخوف، وكان كما قال الله عز وجل {وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ} [الأحزاب: ١٠].

فقوله: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ} قال الفراء: استفهم بـ (أم) في ابتداء ليس قبله ألف فيكون (أم) ردًا عليه، وذلك يجوز إذا كان قبله كلام يتصل به، ولو كان ابتداء ليس قبله كلام لم يجز ذلك، كقولك للرجل: أعندك خبز؟ لم يجز هاهنا: أم عندك خبز، ولو قلت: أنت رجل لا تُنْصِف أم لك سلطان تُدِلُّ به؟ لجاز ذلك، إذ تقدمه كلام فاتصل به (٥).


(١) رواه ابن أبي حاتم عن ابن عباس في "تفسيره" ٢/ ٣٧٩، وعزاه في "الدر المنثور" ١/ ٤٣٧ إلى ابن المنذر، وعن عطاء ذكره الثعلبي في "تفسيره" ٢/ ٧٢٨، والواحدي في "أسباب النزول" ص ٦٨، وابن الجوزي في "زاد المسير" ١/ ٢٣١، البغوي في "تفسيره" ١/ ٢٤٥، وأبو حيان في "البحر" ٢/ ٣٧١.
(٢) رواه في "الدر المنثور" ١/ ٤٣٧ بمعناه، وعزاه إلى ابن أبي حاتم في "تفسيره" ٢/ ٣٧٩، وابن المنذر. وينظر: "الوسيط" ١/ ٣١٧.
(٣) رواه عبد الرزاق في "تفسيره" ١/ ٨٣، والطبري في "تفسيره" ٢/ ٣٤١، والبيهقي في "دلائل النبوة" ٣/ ٤٣٥، وعزاه السيوطي في "الدر المنثور" ١/ ٤٣٧ إلى ابن المنذر، وذكره الثعلبي في "تفسيره" ٢/ ٧٢٧.
(٤) رواه عنه الطبري في "تفسيره" ٢/ ٣٤١، وابن أبي حاتم في "تفسيره" ٢/ ٣٧٩، والثعلبي في "تفسيره" ٢/ ٧٢٧.
(٥) "معاني القرآن" للفراء ١/ ١٣٢، "تفسير الثعلبي" ٢/ ٧٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>