للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بفصاحتها، التي احتجّ بها أهل المعرفة. كما استفاد من إقامته سنوات طويلة في الأسر؛ فقد اختلط بأقوام عامتهم من هوازن، واختلط بهم أصرامٌ من تميم وأسد، ممّن نشؤوا في البادية "يتتبّعون مساقط الغيث أيام النُّجَع، ويرجعون إلى أعداد المياه، ويرعَون النَّعَم، ويعيشون بألبانها، ويتكلّمون بطباعهم البدوية وقرائحهم التي اعتادوها، ولا يكاد يقع في منطقهم لحنٌ أو خطأ فاحش ... ، وكنّا نتشتّى الدَّهْناء (١)، ونتربَّع الصّمّان (٢)، ونتقيّظ السِّتارَين (٣). واستفدتُ من مخاطباتهم ومحاورة بعضهم بعضاً ألفاظًا جمّة ونوادر كثيرة .. ".

وفي مقدمة الأزهري ذكرٌ وافٍ لطبقات أئمة اللغة الذين اعتمد عليهم في تصنيف تهذيبه، وهم خمس طبقات، من أبرزهم: أبو عمرو بن العلاء (٤)،


(١) الدَّهْناء: الأرض واسعة في بادية العرب، في ديار بني تميم، وقيل هي سبعة أجبل من الرمل، وقيل هي في بادية البصرة في ديار بني سعد. "وفيات الأعيان" ٤/ ٣٣٦.
(٢) الصّمّان: جبل أحمر ينقاد ثلاث ليال، وليس له ارتفاع، يجاور الدهناء، وقيل إنه قرب رمال عالج، وبينه وبين البصرة تسعة أيام. "وفيات الأعيان" ٤/ ٣٣٦.
(٣) السِّتاران تثنية ستار. وهما واديان في ديار بني سعد، يقال لهما: سورة. "وفيات الأعيان" ٤/ ٣٣٦، وقال ياقوت في "معجم البلدان" (ستار): "والستارات في ديار بني ربيعة: واديان يقال لهما السَّوْدَة، يقال لأحدهما الستار الأغبر وللآخر الستار الجابريّ، وفيهما عيون فَوَّارة تسقي نخيلًا كثيرة ... ، وهي من الأحساء على ثلاثة أميال .. ".
(٤) هو أبو عمرو بن العلاء، بن عمار بن عبد الله المازني، النحوي المقرئ. اختُلف في اسمه على أحد وعشرين قولًا. مات سنة أربع -وقيل تسع- وخمسين ومئة. انظر: "إنباه الرواة" ٤/ ١٢٥، و"معجم الأدباء" ٣/ ٣٤٥، و"بغية الوعاة" ٢/ ٢٣١.

<<  <  ج: ص:  >  >>