للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال ابن السِّكِّيت: يقال: ذر ذا ودع، ولا يقالُ: وَذَرْتُه ولا ودعته، وأمَّا في الغابر (١) فيقال: يذره ويدعه، ولا يقال: واذِرٌ ولا وادِعٌ، ولكن يقال: تركته فأنا تاركٌ (٢).

وقوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ} ابتداء، ولابد للابتداء من خبر يكون هو أو يكون له فيه ذكر. واختلف النحويون في خبر (الذين) هاهنا:

فقال الأخفش: المعنى: يتربصن بعدهم (٣). وقال المبرد: التقدير والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجًا أزواجهم يتربصن (٤).

وقال الكسائي: المعنى: يتربصْنَ أزواجهم، فكنى الله عن الأزواج، فجاءت النون دالة على تأنيث المضمر (٥).

وقال الفراء (٦): ترك الخبر عن (الذين) وأخبر عن الأزواج؛ لأن المعنى على ذلك، قال: والعرب تذكر اسمين ثم تترك الأول بلا خبر، وتخبر عن الثاني، وأغنى الإخبار عن الثاني الإخبار عن الأول، كذلك


(١) هكذا في الأصل، وفي "اللسان" ٨/ ٤٨٠٥، وصوابه: الحاضر، كما في "تهذيب اللغة" ٤/ ٣٨٦٦، وهو المصدر الذي ينقل عنه الواحدي وابن منظور.
(٢) نقله عنه الأزهري في "تهذيب اللغة" ٤/ ٣٨٦٦. وينظر في المادة "المفردات" ص ٥٣٣، "اللسان" ٨/ ٤٨٠٥، "البحر المحيط" ٢/ ٢٢٠.
(٣) "معاني القرآن" ١/ ١٧٦، ونصه: فخبر (والذين يتوفون) يتربصن بعد موتهم، ولم يذكر بعد موتهم، كما يحذف بعض الكلام، تقول: ينبغي لهن أن يتربصن، فلما حذف ينبغي وقع يتربصن موقعها.
(٤) نقله عنه في "البحر المحيط" ٢/ ٢٢٢.
(٥) ينظر: "معاني القرآن" للزجاج ١/ ٣١٤ - ٣١٥، "إعراب القرآن" للنحاس ١/ ٣١٧، "البحر المحيط" ٢/ ٢٢٢.
(٦) ساقط من (ي).

<<  <  ج: ص:  >  >>