للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"التهذيب" إما بنصه أو بمعناه، ولو تتبعت هذا الجزء المحقق لأدركت ذلك، وأوضح مثال على ذلك مقدمة الكتاب فقد نقل الواحدي فيها كلامًا بنصه عن مقدمة "تهذيب اللغة" بدون عزو قال في المقدمة: "والله تعالى ذكره أنزل كتابه على قوم عرب أولي بيان فاضل وفهم بارع، أنزله جل ذكره بلسانهم، وصيغة كلامهم الذي نشئوا عليه وجبلوا على النطق به، فتدربوا به يعرفون وجوه خطابه ويفهمون فنون نظامه ... إلخ" (١)، وهذا الكلام بنصه في مقدمة "تهذيب اللغة" (٢). ومثال آخر عند تفسيره "مالك" في قوله تعالى: {مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ} [الفاتحة: ٤] قال: "ويقال: ما تمالك فلان أن فعل كذا، أي: لم يستطع أن يضبط نفسه وقال:

فلا تَمالُكَ عن أرض لها عَمَدُوا

وملاك الأمر ما يضبط به الأمر، يقال: "القلب ملاك الجسد ... " (٣) فهذا الكلام نقله عن "التهذيب" مع التصرف اليسير في العبارة. وربما نقل عن الأزهريِ ذاكرًا شيوخ الأزهري ولم يذكره هو، قال في تفسير قوله تعالى: {هُدًى لّلِمُتقِينَ} [البقرة: ٢] "الحراني عن ابن السكيت يقال: اتقاه بحقه يتقيه، وتقاه يتقيه وأنشد عن الأصمعي .. " (٤)، ونص الكلام في التهذيب: "وأخبرني المنذري عن الحراني عن ابن السكيت قال .. ثم ذكره .. " (٥).


(١) انظر: مقدمة البسيط، وفروق النص بعد المقارنة مع "التهذيب".
(٢) انظر: مقدمة "تهذيب اللغة" ١/ ٤.
(٣) "البسيط" ١/ ٥٠٩، وانظر "التهذيب" (ملك) ١٠/ ٢٧١.
(٤) "البسيط" عند تفسير الآية {هدى للمتقين}.
(٥) "تهذيب اللغة" "تقى" ٩/ ٢٥٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>