للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأنشد بيت أمية:

كلُّ امْرئٍ سَوْف يُجْزَى قرضَه حَسَنًا ... أو سَيِّئًا ومَدِينًا كالذي دانا (١)

وقال ابن كيسان: القَرْضُ أن تعطيَ (٢) شيئًا ليرجع إليك مثله، ولتُقْضَى شبهه (٣).

يقال: تقارضا الثناءَ: إذا أثني كلُّ واحد منهما على صاحبه. ويقال: قارضه الودُّ (٤) والثناء.

وأصله في اللغة: القطع، ومنه المقراض (٥) ومعنى أقرضته: قطعت له قطعة يجازى عليها. وانقرض القوم: إذا هلكوا، لانقطاع أثرهم (٦).

شبه الله عز وجل عمل المؤمنين لله عز وجل على ما يرجون من ثوابه بالقرض؛ لأنهم إنما يعطون ما ينفقون ابتغاء ما وعدهم الله عز وجل من جزيل الثواب (٧).

والقرض في هذه الآية اسم لا مصدر، ولو كان مصدرًا لكان إقراضًا (٨). قال أهل المعاني: هذا تلطف من الله في الاستدعاء إلى أعمال البر؛


(١) البيت لأمية بن أبي الصلت في ديوانه ص ٦٣، "تفسير الطبري" ٢/ ٥٩٢، "معاني
القرآن" للزجاج ١/ ١٣١١ "تهذيب اللغة" ٣/ ٢٩٣١ ويروى: ومدينًا مثل مادانا.
(٢) في (ي): (تقضي).
(٣) نقله عنه الثعلبي في "تفسيره" ٢/ ١٣١٢.
(٤) في (ش): (للود)، وفي (ي): (بالود).
(٥) في (م): (القراض).
(٦) ينظر في قرض: "تهذيب اللغة" ٣/ ٢٩٣١ - ٢٩٣٣، "المفردات" ص٤٠٢، "لسان العرب" ٦/ ٣٥٩٠، "تفسير البغوي" ١/ ٢٩٤، "تفسير القرطبي" ٣/ ٢٣٩.
(٧) "تفسير الطبري" ٢/ ٥٩٢، "تفسير الثعلبي" ٢/ ١٣١٢.
(٨) "معاني القرآن" للزجاج ١/ ٣٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>