للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومعنى الدفع: الصرف عن الشيء (١).

والدفاع يحتمل أن يكون مصدرًا لِفَعَلَ، كالكتاب واللقاء والنكاح، ونحوها من المصادر التي جاءت على فِعالٍ، ويجوزُ أن يكون مصدرًا لفاعَلَ (٢)، يُدلُّ على ذلك قراءةُ من قرأ: {إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا} [الحج: ٣٨]، ونظيرُ الدفاع في كونه مصدرًا لِفَعَلَ وفاعَلَ: الكتاب، فقوله: {وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} [النور: ٣٣]، الكتاب فيه مصدر: كاتَبَ. وقال: {كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ} [النساء: ٢٤] فالكتاب هاهنا: مصدرٌ لِكَتَبَ؛ لأن المعنى: كَتَبَ (٣) هذا التحريمَ عليكم، ومعنى (دَفَعَ) و (دافَعَ) سواء، قال أبو ذؤيب:

ولَقَدْ حَرِصْتُ بأن أُدَافِعَ عَنْهُم ... فإِذا المَنِيَّةُ أقْبَلَتْ لا تُدْفَعُ (٤)

المعنى: حرصتُ بأن أدفعَ عنهم المنيةَ فإذا المنيةُ لا تُدْفَعُ (٥).

ونصب (بعضهم) على البدل من الناس (٦)، المعنى: ولولا دفع الله بعض الناس ببعض.


(١) ينظر: "المفردات" ص ١٧٧، "لسان العرب" ٣/ ١٣٩٤ مادة (دفع). قال الراغب: الدفع إذا عُدِّي بـ إلى اقتضى معنى الإنالة، نحو قوله تعالى: {فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ}، وإذا عُدِّي بـ (عن) اقتضى معنى الحماية، نحو: {إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا}.
(٢) ساقط من (م).
(٣) ساقط من (أ) و (م).
(٤) البيت لأبي ذؤيب الهذلي، في "شرح أشعار الهذليين" ص ٨، "لسان العرب" ٢/ ٨٣٥ (مادة: حرص).
(٥) توجيه القراءة كله منقول من "الحجة" لأبي علي الفارسي ٢/ ٣٥٢ - ٣٥٣.
(٦) ينظر: "إعراب القرآن" للنحاس ١/ ٢٨٠، "التبيان" ١/ ١٥٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>