للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال النحويون: وزنه: فَعَلوت، نحو: جَبَرُوت، والتاء زائدة فيه، وهي مشتقة من طَغَى، وتقديره: طَغَوُوْت (١)، إلا أن لام الفعل قُلِبت إلى موضع العين، كعادتهم في القلب، نحو الصاعقة والصاقعة وبابه، ثم قلبت الواو ألفًا، لوقوعها في (٢) موضع حركة وانفتاح ما قبلها، (٣)، قال المبرد في الطاغوت: الأصوب عندي أنه جمع (٤)، قال أبو علي: وليس الأمر عندنا على ما قال، وذلك أن الطاغوت مصدر، كالرَّغَبُوت والرَّهَبُوت والسَّلَبُوت، فكما أن هذه الأسماء آحاد، كذلك هذا الاسم مفرد ليس بجمع، والأصل فيه التذكير، فأما قوله: {أَنْ يَعْبُدُوهَا} [الزمر: ١٧] فإنما أَنَّثَ إِرادةَ الآلهة، ويدل على أنه مصدر مفرد قوله: {أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ} فأفرد في موضع الجمع، كما قال: هم رضا، وهم عدل (٥).


= كل متعد وكل معبود من دون الله، ويستعمل في الواحد والجمع. ولما تقدم سمِّي الساحر والكاهن والمارد من الجن والصارف عن طريق الخير طاغوتًا.
(١) في (ي) (إنها طغووت).
(٢) ليست في (م).
(٣) ينظر: "مشكل إعراب القرآن" ١/ ١٣٧، "المفردات" ص٣٠٨، "التبيان" ص١٥٣، "اللسان" ٥/ ٢٦٧٨ مادة (طغى). قال العكبري: وأصله طغَيُوت؛ لأنه من طغيت تطغى، ويجوز أن يكون من الواو؛ لأنه يقال فيه: يطغو أيضا، والياء أكثر، وعليه جاء الطغيان، ثم قدمت اللام فجعلت قبل العين، فصار طيْغوتًا أو طوْغوتًا، فلما تحرك الحرف وانفتح ما قبله قلب ألفا، فوزنه الآن فلَعوت، وهو مصدر في الأصل مثل الملكوت والرهبوت. اهـ. وبنحو هذا في "مشكل إعراب القرآن".
(٤) المبرد، نقله عنه في "البحر المحيط" ٢/ ٢٧٢.
(٥) أبو علي، نقله عنه في "البحر المحيط" ٢/ ٢٧٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>