للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال أهل المعاني: العروة (١) الوثقى، هاهنا: مَثَلٌ حَسُنَ به البيان لتَرْك ما لا يقع به الإحساس إلى ما يقع به الإحساس، وذلك أنه لا يقع الإحساس بالتعلق بالكلمة ولا بالإيمان، وإنما يقع الإحساس بما يكون من جنس الحَبْل والسَّبب والعُرَى وما يتعلق به، فضرب العروة الوثقى مثلاً للإيمان بما جاء به محمد - صلى الله عليه وسلم -.

وقوله تعالى: {لَا انْفِصَامَ لَهَا} الفَصْم: كَسْرُ الشيء من غير إبانة، يدل عليه قولُ ذىِ الرمة يَصِفُ ظَبْيًا حاقِفًا:

كأنه دُمْلجٌ من فِضَّةٍ نَبَهٌ ... في مَلْعَبٍ من جَوَارِي الحَيِّ مَفْصومُ (٢)

والانفصام: مطاوع الفَصْم، يقال: فَصمْتُه فانْفَصَم، أي: صَدَعْتُه فانْصَدَع (٣).

قال ابن عباس: لا انقطاع لها دون رضى الله ودخول الجنة (٤).

قال النحويون: نَظْمُ الآيةِ: بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها،


(١) ساقطة من (ش).
(٢) البيت في ديوان ذي الرمة ص ٥٧٢، وفي "تهذيب اللغة" ٣/ ٢٧٩٥، وجاء في "اللسان" مادة (فصم) ٦/ ٣٤٢٤،: شبه الغزال وهو نائم بدملج فضة قد طرح ونُسي، وكل شيء سقط من إنسان فنسيه ولم يهتد له فهو نَبَهٌ، قال ابن بري: قبل في نبه: إنه المشهور، وقيل: النفيس الضال الموجود عن غفلة لا عن طلبَ، وقيل هو المنسي.
(٣) ينظر في فصم: "تهذيب اللغة" ٣/ ٢٧٩٥، "اللسان" ٦/ ٣٤٢٤، وفي "البحر المحيط" ٢/ ٢٧٢، ذكر أبو حيان أن الفصم: الانكسار من غير بينونة، والقصم: الكسر ببيونة، وقد يجيء الفصم -بالفاء- في معنى البينونة.
(٤) ذكره في "الوسيط" ١/ ٣٧٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>