للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ألف أبو عبيدة هذا الكتاب في تفسير القرآن، ويعد أول كتاب مطبوع من كتب غريب القرآن (١)، وله أسماء متعددة (٢)، ويعد أكثر كتب الغريب استشهادًا بالشعر (٣)، وقد فسر غريبَ القرآن باللغة مقتصرًا عليها في الغالب (٤) ولم يخضع أبو عبيدة في مجازه لأي من المدرستين البصرية والكوفية ولم يتقيد بتلك القيود التي كانت تضعها تلك المدرستان لفهم النصوص العربية.

ويجدر الإشارة هنا أن معنى المجاز عند أبي عبيدة يختلف كل الاختلاف عن المعنى الذي حدده علماء البلاغة، فالمجاز عند أبي عبيدة عبارة عن الطريق التي يسلكها القرآن في تعبيراته، وهذا المعنى أعم بطبيعة الحال من المعنى الذي حدده علماء البلاغة (٥).

وقد نقل الواحدي -رحمه الله- عن أبي عبيدة من مجازه دون الإشارة إلى الكتاب، واكتفى بقوله: قال أبو عبيدة، أما المجالات التي نقل عنها


(١) يقول الدكتور: مساعد الطيار في "التفسير اللغوي" ص ٣٣٤: بل لا يبعد أن يكون أول كتاب للغويين يتعلق بتفسير القرآن نظرًا للحملة الاستنكارية التي قامت عليه، مما يدل على أنه بدع في التأليف في هذا المجال.
(٢) منها: "غريب القرآن"، و"معاني القرآن"، و"إعراب القرآن"، وقد عدت هذه الأسماء كتبًا مختلفة والظاهر أنها أوصاف لهذا الكتاب، وأشهر أسمائه: "مجاز القرآن"، ولم يسمه أبو عبيدة بذلك لكنه اللفظ الذي يكثر دورانه في كتابه. ينظر: "التفسير اللغوي" ص ٣٣٥.
(٣) بلغت شواهده ٩٥٢ ينظر: ترقيم المحقق للشواهد.
(٤) وهذا أحد أهم أسباب انتقاد العلماء له، ووقوعه في الخطأ. ينظر: "التفسير اللغوي" ص ٣٤٧.
(٥) انظر: مقدمة "مجاز القرآن"، لفؤاد سزكين ١/ ٩ وما بعدها.

<<  <  ج: ص:  >  >>