للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فكيْفَ بلَيْلَةٍ لا نَجْمٍ فيها ... ولا قَمَرٍ لسَاريهَا مُنِيرِ (١)

أراد: فكيف بليلة ليست بليلة نجم ولا قمر، وقال آخر:

وَجَدْنَا الصَّالِحِينَ لَهُم جَزَاءً ... وجَنَّاتٍ وعَيْنًا سَلْسَبِيلًا (٢)

فنصب الجنات بالنسق على الجزاء وجنات وعينا (٣)، وقال آخر:

مُعَاوِيَ إنَّنا بَشَرٌ فاسْجَحْ ... فلَسْنَا بالجِبَالِ ولا الحَدِيدَا (٤)

أراد: فلسنا الجبال والحديد (٥)، فحمل على (٦) المعنى وترك اللفظ. وذهب أبو الحسن الأخفش إلى أن الكاف زائدة، وعطف الذي على الذي من قوله: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي} (٧) والقول الأول اختيار أبي علي، وهو وجه


(١) سبق تخريجه.
(٢) البيت لعبد العزيز بن زرارة الكلابي، كما في "أدب الكاتب" ١/ ٢٨٨، وهو من شواهد "المقتضب" ٣/ ٢٨٤، ومعنى سلسبيلًا: أي سهلًا لذيذًا سلسًا، ينظر: "المفردات" ص ٢٣٧.
(٣) البيت وما بعده ساقط من (أ) و (م).
(٤) البيت لعقبة أو لعقيبة الأسدي في: "الإنصاف" ٣٨٤، "لسان العرب" ٦/ ٣٤٩٦ (مادة: غمز).
(٥) في (ي): (ولا الحديدا)، وفي (ش): (ولا الحديد).
(٦) ساقط من (ي).
(٧) "معاني القرآن" للأخفش ١/ ١٨٢، ورده الطبري في "تفسيره" ٣/ ٢٨، وذكر أبو حيان في "البحر" ٢/ ٢٩٠: أن الكاف قد تكون اسمًا على مذهب الأخفش، فتكون في موضع جر معطوفة على (الذي)، والتقدير: ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم، أو إلى مثل الذي مر على قرية، ومجيء الكاف اسمًا فاعلة ومبتدأة ومجرورة بحرف الجر ثابت في "لسان العرب"، وتأويلها بعيد، فالأولى هذا الوجه، وإنما عرض لهم الإشكال من حيث اعتقاد حرفية الكاف حملًا على مشهور مذهب البصريين.

<<  <  ج: ص:  >  >>