للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المسنون: المصبوب (١)، وإن قال ذلك (٢) من حيث رواه وسمعه، فذاك على أنه يجوز أن يكون قوله: (لم يتسن) {مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ} بمعنى مصبوب، فيكون (لم يتسن) بمعنى: لم يَتَصَبَّبْ، أي: أن الشراب على حاله وكما تركته لم يَتَصَبَّبْ، وقد أتى عليه مائة عام، والسَّنُّ في اللغة: هو الصَّبُّ وإن لم يكن على سُنَّةِ الطَّريق، قال:

تُضَمَّرُ بالأصائلِ كلَّ يَوْمٍ ... تُسَنُّ عَلَى سَنَابِكِها قُرُون (٣)

أي: تُصَب عليها دُفَعٌ من العرق (٤).

فعلى ما ذكرنا من هذه الأوجه الهاء تكون للوقف، فينبغي أن تُلْحَقَ في الوقف، وتسقط في الدَّرْج. وأما من أثبت الهاء في الوصل فإنه يجعل اللام في السنة الهاء (٥)، فيقول: إنها في الأصل سَنَهَة، وتصغيرها سُنَيْهَة، ويحتج بقولهم: سَانَهَتِ النخلةُ، بمعنى: عَاوَمَتْ، وآجَرْتُ الدارَ مُسَانهة، وأنشد الفراء:


(١) "مجاز القرآن" ١/ ٣٥١.
(٢) في (أ): (ذاك).
(٣) البيت من الوافر، وهو لزهير بن أبي سلمى، في "ديوانه" ص ١٨٧، "لسان العرب" ٤/ ٢١٢٥ مادة: (سنن). (وقرن) ٦/ ٣٦٠٩، "تهذيب اللغة" ٢/ ١٧٨٠ (سنن) وروايته:
نعوِدها الطِّراد فكلَّ يومٍ ... يُسَنُّ على سنابِكها القُرونُ
(٤) ما تقدم من كلام أبي علي في "الإغفال" ص ٥٤٥ بتصرف، وينظر: "الحجة" ٢/ ٣٧٤، "تهذيب اللغة" ٢/ ١٧٨٠، وقد وردت (رفع العرق) هكذا في "تهذيب اللغة"، وفي "الإغفال": يعني وقع العرق الذي يتصبب عليها في الحضر.
(٥) ينظر: "الحجة" ٢/ ٣٧٤ - ٣٧٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>