للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أمر بأن يجعلها على أربعة أجبُل، فجعل أجزاء تلك الطيور أربعة أقسام، وجعل على كل جبل رُبعًا منها (١). وقال ابن جريج (٢) والسدي (٣): جعلها سبعة أجزاء، ووضعها على سبعة أجبل.

وقال مجاهد (٤) والضحاك (٥): كل جبل بحسب الإمكان، كأنه قيل: فرقه على كل جبل يمكنك التفرقة عليه، قالوا: ففعل ذلك إبراهيم، وأمسك رؤوسهن عنده، ثم دعاهن: تعالين بإذن الله سبحانه، فجعلت أجزاء الطيور يطير بعضها إلى بعض، حتى لقيت كل جثة بعضها بعضًا، وتكاملت أجزاؤها، ثم أقبلن إلى رؤوسهن، فكلما جاء طائر أشار بعنقه إلى رأسه، فكان إبراهيم إذا أشار إلى واحد منها بغير رأسه امتنع الطائر وتباعد، حتى يشير إليه برأسه، فتلقى كل طائر رأسه، فذلك قوله: {ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا} (٦).

وهو نصبٌ على المصدر، أي: سَعَيْنَ سعيًا، ويجوز أن يكون في موضع الحال (٧).


(١) هذا هو المروي عن ابن عباس وقتادة والربيع وابن إسحاق. ينظر: "تفسير الطبري" ٣/ ٥٥ - ٥٧، ابن أبي حاتم في "تفسيره" ٢/ ٥١١، "تفسير الثعلبي" ٢/ ١٥٥٣، "الدر المنثور" ١/ ٥٩٣.
(٢) رواه الطبري في "تفسيره" ٣/ ٥٨.
(٣) السابق.
(٤) السابق.
(٥) ينظر: الطبري في "تفسيره" ٣/ ٥٩.
(٦) ينظر: "تفسير الطبري" ٣/ ٥٥ - ٥٧، "تفسير ابن أبي حاتم" ٢/ ٥١١ - ٥١٢، و"تفسير الثعلبي" ٢/ ١٥٥٤ - ١٥٥٥.
(٧) ينظر في الإعراب: "مشكل إعراب القرآن" ١/ ١٣٩، "التبيان" ص ١٥٨، "البحر=

<<  <  ج: ص:  >  >>