للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الإذكار لما كان سببه الإضلال، جاز أن يذكر (أن تضل)؛ لأن الضلال هو السبب الذي به وجب الإذكار، كما تقول: أعددت هذا (١) أن يميل الحائط فأدعمه (٢)، وإنما أعددت للدعم لا للميل، ولكن ذكر الميل لأنه سبب الدعم، كما ذكر الضلال لأنه سبب الإذكار، هذا قول سيبويه، وعليه البصريون (٣).

وقال الفراء: معنى الآية: فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء، كي تُذَكِّر إحداهما الأخرى إن ضلت، فلما تقدم (٤) الجزاء اتصل بما قبله ففتحت أن، قال: ومثله من الكلام؛ إنه ليعجبني أن يسأل السائل فيعطى، معناه: إنه ليعجبني أن يعطى السائل أن سأل؛ لأنه إنما (٥) يعجبه الإعطاء لا السؤال (٦)، فلما قدموا السؤال على العطية أصحبوه أن المفتوحة ليكشف المعنى، فعنده (أن) في قوله: {أَنْ تَضِلَّ} للجزاء، إلا أنه قدم وفتح، وأصله التأخير. وأنكر البصريون هذا القول (٧).

قال أبو إسحاق: لست أعرف لم صار الجزاء إذا تقدم وهو في مكانه وغير مكانه وجب أن تفتح أن (٨).


(١) في "معاني القرآن": (أعددت هذا الجذع)، وفي "الكتاب" لسيبويه ٣/ ٥٣: أعددته.
(٢) في (ش) (فأدغمه).
(٣) ينظر: "الكتاب" لسيبويه ٣/ ٥٣، وعنه نقل الزجاج في "معاني القرآن" ١/ ٣٦٤، "مشكل إعراب القرآن" ١/ ١٤٤، "التبيان" ص ١٦٨.
(٤) في (م) (قدم).
(٥) في (ش) (إنه).
(٦) "معاني القرآن" للفراء ١/ ١٨٤، "تفسير الثعلبي" ٢/ ١٨٠٤.
(٧) ينظر في رد هذا القول: "إعراب القرآن" للنحاس ١/ ٣٤٥، "التبيان" ص ١٦٨.
(٨) "معاني القرآن" ١/ ٣٦٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>