والثاني: هو أبو علي، الحسن بن يحيى بن نصر الجرجاني، قال السهمي: "كان مسكنه بجرجان بباب الخندق ... ، له من التصانيف عدة؛ منها في "نظم القرآن" مجلدان، وكان رحمه الله من أهل السنة، روى عن العباس بن يحيى العقيلي، وروى عنه أبو النصر محمد بن محمد بن يوسف الطوسي". انظر: "تاريخ جرجان" للسهمي ص (١٨٧)، "الأنساب" ٢/ ٤٠، "مقدمة تفسير الثعلبي" ١/ ١٠ ب. والراجح أن الذي كان ينقل عنه الواحدي هو الثاني؛ لأن الثعلبي ذكر في مقدمة تفسيره أن من مصادره: كتاب "النظم"، لنفس الرجل، قال: قرأ علينا أبو القاسم الحسن بن محمد بن حبيب بلفظه، قال: قرأت على أبي النصر محمد بن محمد بن يوسف بـ"طوس"، قال: قرأت على أبي علي الحسن بن يحيى بن نصر الجرجاني، وأغلب الظن أن الواحدي استفاد من هذا المصدر عن طريق شيخه الثعلبي. ومما يؤكد أنه هو صاحب النظم الوارد في "البسيط"، أن ابن القيم أورد بعض النقولات في كتابه: "الروح" ٢/ ٥٤٧ - ٥٦٠ ونسبها للجرجاني، وقد صرح في ص ٥٥٩ أنه الحسن بن يحيى الجرجاني، وأسلوب هذه النقولات يتفق مع ما ينقله الواحدي عن صاحب "النظم"، بل إن الكلام الذي نقله ابن القيم عنه في قوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ} [الأعراف: ١٧٢] ورد بنصه في "البسيط". انظر: "الروح" ٢/ ٥٤٧، "البسيط"، تح: الفايز ٣/ ٩١٠.