للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الأمير، وهذا الثوب نسج اليمن، أي: مضروبه ومنسوجه، وكذلك قوله: {بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ} [المائدة: ٩٤] أي: المصيدة لأن الأيدي والرماح إنما تنالان الأعيان، وبين (١) أن المراد بالمصدر الذي هو تجارة العروض وغيرها مما يتقابض وصفها بالحضور وبالإدارة بيننا. وهذا من أوصاف الأعيان (٢).

وقوله: {وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ} قد ذكرنا ما في هذا في أول الآية (٣).

وقوله تعالى: {وَلَا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلَا شَهِيدٌ} نهى الله عز وجل الكاتبَ والشاهدَ عن المضارَّة، وهو أن يزيد الكاتب أو ينقص أو يحرف، وأن يشهد الشاهد بما لم يستشهد عليه، أو يمتنع من إقامة الشهادة، وهذا قول طاوس (٤) والحسن (٥) وقتادة (٦) وابن زيد (٧)، وعلى هذا القول أصله: يُضَارِرَ، والكاتب والشاهد فاعلان، ثم أدغمت الراء في الراء لحقّ التضعيف، وهما ساكنان، الأولى سكنت للإدغام، والثانية للنهي، ثم حركت بالفتح (٨).


(١) في (ش) (ويبين).
(٢) من كلام أبي علي في "الحجة" ٢/ ٤٤٢، وذكر وجهًا ثالثًا وهو: أن يوصف بالمصدر فيراد به العين، كما يقال: عدل ورضا، يراد به: عادل ومرضي.
(٣) من قوله: (وقوله: وأشهدوا)، ساقط من (أ) و (م).
(٤) رواه عبد الرزاق في "تفسيره" ١/ ١١١، والطبري في "تفسيره" ٣/ ١٣٤ - ١٣٥.
(٥) رواه عنه الطبري في "تفسيره" ٣/ ١٣٥، وابن أبي حاتم في "تفسيره" ٢/ ٥٦٧.
(٦) رواه عبد الرزاق في "تفسيره" ١/ ١١٠، والطبري في "تفسيره" ٣/ ١٣٥، وابن أبي حاتم في "تفسيره" ٢/ ٥٦٧.
(٧) رواه عنه الطبري في "تفسيره" ٣/ ١٣٥، وذكره الثعلبي في "تفسيره" ٢/ ١٨١٥.
(٨) ينظر "تفسير الطبري" ٣/ ١٣٥، "معاني القرآن" للزجاج ١/ ٣٦٦، "تفسير الثعلبي" ٢/ ١٨١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>