للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ويدل على هذا قوله: {فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ} [البقرة: ٢١٣] فإن قيل: إن هذه الأسماء التي يراد بها الكثرة تكون مفردةً معرَّفَةً باللام وهذه مضافة، قيل: قد جاء المضاف من الأسماء ويعني به الكثرة، كقوله تعالى: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا} [إبراهيم: ٣٤] وفي الحديث: "منعت العراق درهمها وقفيزها" (١) يراد به الكثرة كما يراد بما فيه لام التعريف وقال الله تعالى: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ} [البقرة: ١٨٧] وهذا الإحلال شائع في جميع ليالي الصيام (٢) ولا يبعد أن يرجع الإفراد إلى كتاب محمد - صلى الله عليه وسلم - الذي هو القرآن ثم الإيمان به يتضمن الإيمان بجميع الكتب والرسل (٣).

وقوله تعالى: {وَرُسُلِهِ} أكثر القراء فيه على التثقيل، وروى العباس (٤) (٥) عن أبي عمرو فيه التخفيف، والصحيح من مذهب أبي عمرو أنه يخفف ما أضيف إلى مكنيّ على حرفين مثل {رُسُلُنَا} [الإسراء: ٧٧]


(١) رواه مسلم (٢٨٩٦) كتاب: الفتن، باب. لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب من حديث أبي هريرة. والقفيز: مكيال معروف لأهل العراق. قال الأزهري: هو ثمانية مكاكيك. والمكوك: صاع ونصف. وهو خمس كيلجات.
(٢) من "الحجة" ٢/ ٤٥٨ بتصرف. وينظر: "تفسير الثعلبي" ٢/ ١٨٦١.
(٣) ينظر: "تفسيرالثعلبي" ٢/ ١٨٦٠.
(٤) في (ش): (أبو العباس).
(٥) العباس بن الفضل بن عمرو بن عبيد الواقفي الأنصاري، أبو الفضل الأنصاري، قاضي الموصل، من أكابر أصحاب أبي عمرو بن العلاء، كان عظيم القدر، جليل المنزلة في العلم والدين، متروك الحديث، توفي سنة ١٨٦ وقيل: ١٩٥. ينظر: "الجرح والتعديل" ٦/ ٢١٢، "تهذيب التهذيب" ٢/ ٢٩٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>