(٢) هذا الأثر في "تفسير الثعلبي" ٣/ ٢٧ ب من رواية الكلبي عن أبي صالح. كما ورد في "تفسير البغوي" ٢/ ٢٢، "زاد المسير" ١/ ٣٦٦، "البحر المحيط" ٢/ ٤١٦. وقد ذكره المؤلف هنا مختصرًا وأورد طرفًا منه في "أسباب النزول" ١٠٢، وأشار إلى أنه سيأتي بيان ذلك في سورة المائدة، ولكنه عند إيراده لأسباب نزول سورة المائدة، لم يورد هذا الأثر عن ابن عباس، وإنما أورد آثارًا أخرى في نفس المعنى. ولم أجد أحدًا من المفسرين ممن اطَّلعت على تفاسيرهم ذكر هذا السبب عند هذه الآية، إلَّا من سبق ذكره، وإنما أورد المفسرون هذا السبب عند الآية: ٤١، ٤٣ من سورة المائدة، ولكن بروايات أخرى عن ابن عباس وغيره، وأقرب هذه الروايات إلى ما ذكره المؤلف: ما أخرجه البخاري عن ابن عمر - رضي الله عنه - أنه قال: (إنَّ اليهود جاءوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أن رجلًا منهم وامرأة زنيا، فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ما تجدون في التوراة في شأن الرجم؟ " فقالوا: نفضحهم ويُجلدون. قال عبد الله بن سَلاَم: كذبتم! إن فيها الرجم. فأتوا بالتوراة فنشروها، فوضع أحدُهم يَدَه على آية الرجم، فقرأ ما قبلها وما بعدها، فقال عبد الله بن سلام: ارفع يدك. فرفع يده، فإذا فيها آية الرجم. قالوا: صدق يا محمد، فيها آية الرجم. فأمر بهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فَرُجِما، فرأيت الرجل يحني على المرأة يقيها الحجارة). "صحيح البخاري" (٦٨٤١). كتاب الحدود. باب: أحكام أهل الذمة. وأخرجه مسلم في "صحيحه" (١٦٩٩) كتاب الحدود، باب: رجم اليهود، أهل الذمة. وأخرجه أبو داود (٤٤٤٦). كتاب: الرجم. وليس في لفظ الحديث أنه سبب لنزول الآية. وأما الوارد عن ابن عباس مما هو قريب من هذه الرواية فهو من رواية معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس، وأخرجها الطبري ٦/ ٢٣٢ عند آية ٤١ من المائدة، وليس فيها كذلك أنها سبب لنزول الآية. انظر بقية الروايات، في "الدر المنثور" ٢/ ٤٩٨ - ٥٠٠، "أسباب النزول" للواحدي: ١٩٧ - ٢٠٠، "لباب النقول" للسيوطي: ٩١ - ٩٢.