للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال الزجَّاج (١): و (هنالك) في موضع نصب، لأنه ظرف؛ ويقع في المكان من الزمان والحال (٢).

[ومعنى قوله: {هُنَاِلكَ دَعَا}؛ أي: في ذلك المكان من الزمان والحال] (٣) دعا.

قال أهل التفسير: لمَّا رأى زكريا ما أوتي (٤) مريم من فاكهة الصيف في الشتاء، وفاكهة الشتاء في الصيف على خلاف مجرى العادة، طمع في رزق الولد من العاقر، على خلاف مجرى العادة، فدعا الله عز وجل، فقال: {هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ}. أي: من عندك (٥). و (لَدُن) اسمٌ غير متمكن (٦)، ونذكر حقيقته، وما قيل فيه، في سورة الكهف إن شاء الله.


(١) في "معاني القرآن" له: ١/ ٤٠٤، نقله بتصرف يسير جدًّا.
(٢) (ج) (وأحوال الزمان)، بدلًا من: (من الزمان والحال).
(٣) ما بين المعقوفين زيادة من: (ج)، (د) ومن "معاني القرآن" للزجاج.
(٤) في (د): (أولي).
(٥) ممن قال بذلك: ابن عباس، والسُّدِّي، وابن جبير، والحسن. انظر: "تفسير الطبري" ٣/ ٢٤٩، "تفسير ابن أبي حاتم" ٢/ ٦٤١، "الدر المنثور" ٢/ ٣٧.
(٦) الاسم غير المتمكن، هو الاسم المبني، الذي لا يتغير آخره بتغير العوامل في أوله؛ أي: لا يتمكن من تحمل الحركات المختلفة. انظر: "معجم المصطلحات النحوية والصرفية" د. محمد اللبدي: ٢١٣. و (لَدُنْ): اسم جامد يُعرب ظرفًا للمكان أو الزمان، مبني على السكون، في محل نصب مفعول فيه، وهي تلازم الإضافة الاسم، أو الضمير، أو الجملة، وإذا أضيفت إلى ياء المتكلم اتصلت بها نون الوقاية، فيقال: (لَدُنِّي) ويقل تجريدها منها، فيقال: (لَدُنِي) وهي في المعنى والإضافة كـ (عند)، إلا أنها أقرب مكانًا من (عند) وأخصُّ منها. انظر: "معجم الأدوات النحوية" د. محمد التونجي: (١٠١)، "معجم النحو" د. الدقر: ٣٠٩، "موسوعة النحو والصرف" د. أميل يعقوب: ٥٧٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>