(١) الذي وقفت عليه عن ابن عباس، قوله في الآية: (يعني: صلِّي لربِك) من رواية إسحاق بن بشر، وابن عساكر، أوردها السيوطي في "الدر" ٢/ ٤٣. وقد ورد عن سعيد بن جبير في معنى {اقْنُتِي}: قوله: (أخلصي لربك). وعن قتادة، والسدِّي، وابن زيد: (أطيعي ربَّكِ)، وعن الحسن: (اعبدي ربكِ). انظر: "تفسير الطبري" ٣/ ٢٦٥، "زاد المسير" ١/ ٣٨٧. وقد جمع بينهما الطبري، فقال: (فتأويل الآية، إذًا: يا مريم أخلصي عبادةَ ربِّكِ لوجهه خالصًا، واخشعي لطاعته وعبادته مع من خشع له مِن خلقه؛ شكرًا له على ما أَكرَمَكِ به من الاصطفاء والتطهير من الأدناس، والتفضيل على نساء عالَم دهرِكِ) تفسيره: ٣/ ٢٦٦. وانظر ما سبق من تعليق على قوله تعالى: {وَالْقَانِتِينَ} في آية ١٧. (٢) هذا هو مذهب جمهور النحويين وأئمة الأصول والفقه. وذهب آخرون إلى إفادتها للترتيب، ومن هؤلاء: قطرب (ت: ٢٠٩ هـ)، وهشام بن معاوية الضرير (ت: ٢٠٩ هـ)، وأبو جعفر الدينوري (ت: ٢٨٩ هـ)، والرَّبعي (ت: ٤٢٠ هـ)، وقد عزاه بعض المؤلفين إلى الإمام الشافعي. إلا أن صلاح الدين العلائي قال: (والحق أن ذلك ليس قولًا له، بل هو وجه في المذهب، قال به جماعة من الأصحاب). "الفصول المفيدة في الواو المزيدة" للعلائي ٦٩. انظر بيان هذا الأمر في =