للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

على معنى: يكون (١) ما أنفخ فيه طائراً، أو (٢) ما أخلُقُهُ طائراً، أو أراد أن (٣) يكون كلَّ واحد من ذلك طائراً، كما قال تعالى: {فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً} [النور: ٤] أي: كلَّ واحد منهم.

وقال بعضهم (٤): ذهب نافع (٥) إلى نوع واحد من الطير؛ لأنه لم يَخْلُق غير الخَفَّاش. وإنَّما خصَّ الخفَّاش (٦)؛ لأنه أكمل الطير خَلْقاً. وقد زدنا بيانا على هذا في سورة المائدة (٧).


(١) من قوله: (يكون ..) إلى (.. أي: كل واحد منهم): نقله بتصرف يسير عن "الحجة" للفارسي: ٣/ ٤٤.
(٢) في (د): (و).
(٣) ساقطة من (د).
(٤) هو الثعلبي في "تفسيره" ٣/ ٥٢ أ.
(٥) عبارة الثعلبي: (وقرأ أهل المدينة (طائرا) بالألف على الواحدة ذهبوا إلى نوع ..)، وبقية العبارة كما هي عند الواحدي.
(٦) وإنما خص الخفاش: ساقط من: ج. ورد خَلْقُه للخفاش، عن ابن جريج، كما في "تفسير الطبري" ٣/ ٢٧٦. وعن ابن عباس، وأبي سعيد الخدري، كما في "زاد المسير" ١/ ٣٩٢. وأورده السيوطي في الدر: ٢/ ٥٧٥ عن ابن عباس، ونسب إخراجه لأبي الشيخ.
(٧) قول المؤلف فيما سبق عن توجيه قراءة نافع: (أو أراد أن يكون ..)، وقوله: (ذهب نافع ..)، قد تشعر هذه العبارات أن قراءة نافع، وغيرها من القراءات الصحيحة، إنَّما هي مذهب اجتهادي في القراءة يذهبه القارئُ بناء على موازنات ذوقية، ومقاييس منهجية، لا علاقة لها بالتلقي عن طريق الرواية الصحيحة. وليس الأمر كذلك؛ فالذي يعرفه الجميع أن القراءات القرآنية إنَّما هي متلقّاة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - عن طريق التواتر، فهي موقوفة لا مجال فيها للاجتهاد، وإنما للإمام القارئ فقط أن يختار مما رُوي، وعُلم وجهه من القراءات.
ولذا يقول ابن الجزري عن نسبة القراءة إلى القارئ، بأنها: (إضافة اختيار ودوام =

<<  <  ج: ص:  >  >>