للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

اللهَ عيسى، فنزل عن سريره حيَّاً، ورجع إلى أهله، وبقي ووُلدَ له (١).

وقوله تعالى: {وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ}. (ما) بمعنى: الذي؛ أي: بالذي تأكلونه، والذي تدَّخِرونه (٢).

وجاء (٣) في التفسير: بما تأكلون في غُدُوِّكم [وتدَّخرون لباقي يومكم] (٤). و (تدَّخِرون): (تفتعلون)، من (الذُّخْر) (٥).

يقال: (ذَخَر، يَذْخَر، ذُخْراً)، و (اذَّخَرَ اذِّخِارا): وأصله: (اذْتَخَرَ) (٦)، فأُبْدِل (٧) التَّاءُ دالاً (٨)؛ لأن الذَّالَ حَرْفٌ مَجْهُورٌ (٩) والتَّاءَ مهموسٌ (١٠)،


(١) أورد هذا الثعلبيّ في "تفسيره" ٣/ ٥٢ أ، وذكره البغوي ٢/ ٤٠ عن ابن عباس. وانظر روايات أخرى في هذا المعنى، في "الدر المنثور" ٢/ ٥٨. وهذه الأخبار بصرف النظر عن إمكان وقوع ما ورد فيها، فإنها لا تعدو أن تكون من الإسرائيليات، التي وإن لم يكن عندنا ما ينفيها، فليس عندنا ما يصدقها من خبر صحيح عن الصادق المعصوم - صلى الله عليه وسلم -. والاكتفاء بإجمال القرآن في مثل هذه المواطن، أولى من السير وراء تفصيلات أخبار، الله أعلم بصحتها ووقوعها.
(٢) وقد استحسن هذا الوجه الزجَّاج، وقال: (ويجوز أن يكون (ما)، وما وقع بعدها، بمنزلة المصدر، المعنى: (أنبِّئكم بأكلِكم، وادِّخاركم). "معاني القرآن" ١/ ٤١٤.
(٣) من قوله: (جاء) إلى (غدُوِّكم): نقله بنصه عن "معاني القرآن" للزجاج ١/ ٤١٤.
(٤) ما بين المعقوفين زيادة من: (ج)، (د). وقوله: (في غُدُوِّكم)؛ أي: في وقت البكرة، أو ما بين طلوع الفجر وطلوع الشمس. انظر: "القاموس" ١٣١٧ (غدا).
(٥) أي: أن أصل (تدَّخرونَ): تذْتَخرون.
(٦) في (ب): (اتدخر).
(٧) في (ب): فأبدلت.
(٨) في (أ)، (ب): (ذالا). والمثبت من: (ج)، (د)، وهو الصواب. انظر: "اللسان" ٣/ ١٤٩٠ (ذخر).
(٩) في (ج): (مجهورة).
(١٠) الحروف المهموسة، عشرة أحرف، هي: الهاء، والحاء، والخاء، والكاف،=

<<  <  ج: ص:  >  >>