للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{مُتَوَفِّيكَ}: قابضك من غير موت. و (التَّوَفِّي): أخذُ الشيء وافيًا (١). وقد ذكرنا هذا فيما تقدم (٢).

يدل على هذا القول: قوله: {فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي} [المائدة: ١١٧]، أي: قبضتني إلى السماء (٣).

فعلى هذا، معنى قوله: {مُتَوَفِّيكَ}: قابضك وافيا، لم ينالوا منك شيئًا (٤).

وقال (٥) الربيع (٦): معناه: متوفيك وفاة نومٍ (٧)، للرفع (٨) إلى السماء،


= أبو رجاء، السّلمي مولاهم، الخراساني، سكن البصرة، قال ابن حجر: (صدوق كثير الخطأ، وحديثه عن عطاء ضعيف). مات سنة (١٢٥هـ)، وقيل: (١٢٩هـ). انظر: "ميزان الاعتدال" ٥/ ٢٥١ - ٢٥٢، "تقريب التهذيب" ٥٣٤ (٦٦٩٩).
(١) انظر (مادة: وفى) في "تهذيب اللغة" ٤/ ٣٩٢٤ - ٣٩٢٥، "مفردات ألفاظ القرآن" للراغب: ٨٧٨، "التاج" ٢٠/ ٣٠٠.
(٢) انظر: "تفسير البسيط" للمؤلف: ٣/ ٨٠٤ - ٨٠٥، وانظر في موضع آخر عند تفسير آية: ٢٨١ من البقرة.
(٣) انظر: "تفسير الطبري" ٧/ ١٣٩، "أبي السعود" ٣/ ١٠١، "البيضاوي" (٦٨).
(٤) وهذا الذي رجحه الطبري في "تفسيره" ٣/ ٢٨٩ - ٢٩٠، حيث قال: (وأولى هذه الأقوال بالصحة عندنا، قول من قال: (معنى ذلك: أني قابضك من الأرض، ورافعك إليَّ)؛ لتواتر الأخبار عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أنه قال: (ينزل عيسى بن مريم فيقتل الدجال، ثم يمكث في الأرض مدَّة ذكرها، اختلفت الرواية في مبلغها، ثم يموت، فيصلي عليه المسلمون ويدفنونه" ثم ذكر ابن جرير روايات في ذلك.
(٥) في (ج): (قال).
(٦) قوله في "تفسير الطبري" ٣/ ٢٨٩، "معاني القرآن" للنحاس ١/ ٤٠٩، والنكت العيون: ١/ ٣٩٧، "تفسير البغوي" ٢/ ٤٥، "تفسير ابن كثير" ١/ ٣٩٣.
(٧) (نوم): ساقطة من: (ج). وقد وردت في جميع النسخ (يوم) بدلًا من: (نوم)، وما أثبتُّه هو الصواب؛ لأن المقصود بها أن الله رفعه إليه بعد أن نام، وقد سمَّى الله النوم وفاة، كما جاء في الدليل بعدها، وهو ما تدل عليه روايات الأثر في مصادره المذكورة سابقًا.
(٨) في (د): (الرفع).

<<  <  ج: ص:  >  >>